*مليون متر مربع مساحة مناطق تصوير مفتوحة .. و5 مسلسلات فقط قامت بالتصوير فيها من إجمالى 52 مسلسل .
*إيرادات 15 منطقة تصويرية 9 مليون جنيه .. واستديوهات نزلة السمان والمريوطية حصلت على 48 مليون !
*65 % من مساحة المدينة بلا استغلال حقيقى بسبب الفشل التسويقي والشروط التعجيزية للمنتجين
*مدينة دبى تحقق أرباح 81 مليون دولار من مناطق التصوير .. والأردن حققت 42 مليون دولار من تصوير المسلسلات التاريخية والدينية فى جبال عمان
*المغرب حققت 74 مليون دولار من تأجير الخدمات الفنية والإقامة .. والقاهرة تجبر المنتجين على تحمل أجور 50 عامل بدون عمل ... اتاوة يعنى
*الافلام الامريكية والمسلسلات التركية توجهت للأردن والمغرب ودبي بسبب فشلنا فى التسويق .
مازلنا نتابع نبحث وندقق نتحرى عيوننا فى كل مكان على مدار الأربع والعشرين ساعة نتعقب الفساد والفاسدين ...ولا مصلحة لنا سوى كشفهم للرأى العام والجهات السيادية والقيادات صاحبة القرار لتطهير البلاد من هذه القيادات الفاسدة.
تحدثنا في السابق عن ماسبيرو والمديونيات التي لحقت به هل فكر أحد يوما في ابن ماسبيرو الأوحد مدينة الإنتاج الإعلامي ماسبيرو هو أقل مؤسسات الدولة مديونية وخسارة وعبئا عليها، وقد لا يعلم الكثيرون أن مدينة الإنتاج الإعلامي كانت السبب الرئيسي في ديون ماسبيرو لدى بنك الاستثمار القومي، والحل هو علاج مشكلاته وليس هدمه، صفوت الشريف، وزير الإعلام الأسبق، حينما فكر في إنشاء مدينة الإنتاج الإعلامي كان يريد تحقيق هدفين، الأول إحياء مدينة 6 أكتوبر، وفعلا تحقق ذلك وأصبح لها قيمة وسعر، أما الهدف الثاني فهو أن تكون المدينة هوليود الشرق، وللأمانة هذا الهدف تحقق في السنوات الأولى للمدينة، فكانت فعلا منارة انطلقت منها أولى القنوات الفضائية العربية (دريم والمحور) وسيطرت على الدراما العربية، وكانت استوديوهات المدينة مثل خلية النحل تعمل على مدى الساعة بدون توقف، وأيضا انطلقت منها المهرجانات العربية (مهرجان الإعلام العربي) حتى مدينة الملاهي (الماجيك لاند) كانت محجوزة بالشهور.
ولكن عندما يتحول الحق إلى شك ويتحول الشك إلى زور ويتحول الزور إلى بهتان ابحث دائما عن الفساد الإداري .. وعندما تتغير المفاهيم والانتماءات بين أول منصب وآخر منصب فابحث دائما عن الفساد الإداري وبين أول راتب تحصل عليه وبين آخر راتب تتغير الأهداف ويتغير معها مفهوم الولاء والانتماء والخوف على ريادة وطن فى مجال الاعلام .
وعندما تقع بعض مؤسسات الدولة الإعلامية تحت الاحتلال والفساد الادارى حتما سيتم تغيير بعض القوانين لخدمة مصالح البعض وسيتم ايضا تغير الأولويات فى مفهوم معنى كلمة المصلحة العامة بعد وأثناء وجود هذا الاحتلال وربما يرحل ولكنه سيترك له عملاء وأعوان يضمنون له السيطرة بعد رحيله وحتى ان كانت السيطرة عن بعد .
وعندما تتحول مدينة الانتاج الاعلامى اكبر صرح اعلامي فى الشرق الاوسط الى مباني يحُط عليها الظلام ولا يرحل فاعلم أن النهاية ستأتي من الداخل وعندما تتغلب علينا دول وليدة وبيننا وبينها تاريخ درامى لن تستطيع تجاوزه بأي حال من الأحوال فاعلم أن القادم أسوأ.
البداية
تمتلك الهيئة الوطنية للإعلام كثيرا من الأصول التي تتنوع بين استوديوهات أو محطات إرسال وأراض زراعية وبناء بالإضافة إلى مدينة الإنتاج الإعلامى التى كانت تمتلك فيها الهيئة نسبة 51% من أسهمها ولكن بسبب سوء الإدارة على مدار فترات متتالية تقلصت النسبة ووصلت إلى 49% وبسبب المجاملات فى اختيارات رؤساء المدينة وبعض اعضاء مجلس الادارة وعدم فصل منصب رئيس مجلس الإدارة عن منصب العضو المنتدب للحد من الفساد الادارى تراجعت نسبة الهيئة الوطنية للإعلام فى ملكية مدينة الإنتاج الإعلامى إلى 43%.
بعد ان كانت تملك 51% لكن بسبب الأزمات المادية التي تعانيها منذ فترة وزيادة ديونها، وهو ما جعل كثيرًا من رجال الأعمال يرغبون وتم رهن جميع أسهمها لـ«بنك الاستثمار القومى» مقابل قروض تم منحها للهيئة ( يعنى عينهم مكسورة ) وان أى أرباح يتم حجزها لسداد جزء من القرض ولأن لدى المدينة موارد مالية كثيرة تُدر أرباحا كفيلة بسداد جميع الديون فقد راهن الجميع على وجود إدارة قوية تستطيع الاستفادة من إمكانيات المدينة ومواردها التي لاتوجد مثيل لها فى العالم .
فشل
وتأتي أهم مصادر للدخل فى المدينة هي مناطق التصوير المفتوحة التى تبلغ مساحتها حوالى مليون متر مربع من إجمالى المساحة 1850000م2 مقسمة على 15 منطقة تصوير مفتوحة، يمثل كل منها حقبة ثقافية وتاريخية معمارية متفردة بكل التفاصيل (المنطقة الريفية والمنطقة الفرعونية والمنطقة الإسلامية ومنطقة الأحياء الشعبية ومنطقة الإسكندرية ومنطقة نزلة السمان ومنطقة الأحياء الساحلية والمنطقة العسكرية ومنطقة بيت الأمة ومنطقة جاردن سيتى ومنطقة الغابات والمنطقة البدوية والصحراوية ومنطقة شارع مصدق ومنطقة شارع عماد الدين بالإضافة إلى منطقة حى القلعة )
وبذلك فهى تشغل حوالى 65% من مساحة مدينة الإنتاج الإعلامى والتى من المفترض أن تُدر دخلا لا يقل على 6 مليار جنيه سنويا فى حالة النجاح فى تسويق هذه المناطق التي لايوجد مثيل لها داخل مصر أو خارجها .
ولكن الكارثة التى حدثت أن إجمالي دخل مليون متر مربع من اروع مناطق التصوير المفتوحة فى العالم لم تتعدى 9 مليون جنية فى السنة !!
فضيحة
وتأتي اكبر فضائح مدينة الانتاج الاعلامى والعجز المهُين لمجلس إدارتها بفشلهم فى الاستحواذ على جميع المسلسلات التي تم تصويرها العام الماضى ( 52 مسلسل ) وعرضت فى رمضان على جميع الشاشات وقامت فقط بالتعاقد على 5 مسلسلات فقط من 52 لتصوير بعض مشاهدها فى مناطق التصوير المفتوح ( باستثناء مسلسل في ال لا لا لاند ) الذى تم تصوير أكثر من 85 % من مشاهدة داخل المدينة فى حين حصلت مناطق التصوير الخاصة التى تقل فى الإمكانيات الفنية والبشرية بكثير عن مدينة الإنتاج الإعلامى على 48 مسلسل باجمالى 41 مليون جنيه
الكارثة
ثم تأتى أكبر كارثة حلت بتاريخ مصر الدرامي وهي تفوق بعض الدول الناشئة فى هذا النشاط على مدينة الإنتاج الإعلامى فحصدت الأردن التي تم إنشاء مدينتها الإعلامية عام 2001 على 42 مليون دولار من عوائد تصوير المسلسلات التاريخية التى صُورت داخل اراضيها وحصلت المغرب على أرباح تصوير - غير مباشرة لأنها تمنح مناطق التصوير مجانا لشركات الإنتاج العربية والاجنبية - 74 مليون دولار من تأجير المعدات والإقامة والخدمات المساعدة وتم تصوير أكثر من 16 مسلسل تركى و9 افلام امريكية و 12 مسلسل ست كوم و3 مسلسلات تاريخية اسلامية فى الفترة من فبراير 2017 حتى يونيو 2017 ( يعني 5 شهور فقط )
وتأتي دبى بما لايطيق مجلس ادارة مدينة الانتاج الاعلامى بعائد 81 مليون دولار عن الفترة من يناير 2016 حتى مارس 2017 وتستحوذ دبى على تصوير 55 % من افلام هوليوود على أراضيها .
إتاوة
ولان دائما الكوارث تأتي بمقدمات وأسباب فكانت من اهم اسباب تراجع مناطق التصوير فى مدينة الانتاج الاعلامى هى العجز التسويقى للمدينة والاهمال الاداري ويوجد سبب آخر يستوجب إحالة المسئول عنه إلى النيابة الإدارية وهو فرض المدينة على اى منتج يقوم بتأجير مناطق التصوير المفتوحة أجور 50 عامل من عمال المدينة !!؟ وبالتالي تعتبر هذه الأجور خسائر مالية كبيرة للمنتج الذى يهرب من المدينة إلى مناطق التصوير الخاصة فى المريوطية ونزلة السمان .
خسائر
وبعد هذه الخسائر والفقر التسويقي للمدينة أطلت علينا قيادات مدينة الإنتاج الإعلامى بأن فائض ربح مدينة الإنتاج الإعلامى فى عام 2016 بلغ 55 مليون جنيه منهم 50 مليون فرق عملة صعبة بسبب تغيير سعر صرف الدولار وهذا يعنى أن مدينة الإنتاج الإعلامى بكل ما لديها من أصول واستوديوهات ومناطق تصوير وأكاديمية تعليمية حققت فقط 5 مليون جنيه أرباح فى 2016 !!؟ والله عيب
وكيف لاتحقق المدينة هذا الربح الهزيل ومعظم قياداتها مشغولون عن الإدارة بأعمال أخرى وعلى سبيل المثال لا الحصر قيام مديرة التسويق الدرامي بالمدينة ايمان ابو الدهب بالمشاركة فى بطولة مسلسل الدجال ضاربة بعرض الحائط كل لوائح الشركة التي تمنع ذلك !
الحل
الحل الوحيد لإنقاذ مدينة الانتاج الاعلامى هو تغيير مجلس إدارتها بالكامل مع ضرورة وجود شركة تسويق خاصة للعمل على تسويق إمكانيات مدينة الإنتاج الإعلامى داخل مصر وخارجها
مع وضع حد أدنى للربح بما لا يقل عن 500 مليون جنيه حتى يتم الموافقة على توزيع أرباح على مجلس إدارة المدينة .
وقد غاب عن الجميع أن مدينة الإنتاج تحتاج ربانًا ماهرًا يقودها وسط أنواء الأحوال الاقتصادية والتحديات المصيرية التى تواجهها البلاد، تحتاج من كان على دراية بطبيعة ما سميناه «هوليوود الشرق»، وهى مهمة ربما لن نجدها إلا فى إدارة لاحقة للمدينة، تكون متفرغة لمهمتها بإخلاص، غير مشغولة بأكثر من مهمة أو وظيفة.. وهذا ما نأمل فى أولى الأمر سرعة تداركه.. قبل فوات الأوان وبلوغ مرحلة
هكذا كانت مدينة الإنتاج الإعلامي في السابق ولكن مع فشل إداراتها المتعاقبة وصلت إلى الحال الذي لا يرضى عدوا ولا حبيبا، وأصبحت مثل التاجر المفلس الذي يبحث في الدفاتر القديمة ربما يعثر على أموال منسية.
بعد كل هذا لماذا تلجأ المدينة إلى إقامة مدينة جديدة بعد أن تقدمت الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامى، بطلب لوزارة الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية للحصول على قطعة أرض بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك بغرض إقامة مدينة إنتاج بتكلفة استثمارية تقارب 600 مليون جنيه شاملة سعر الأرض.
وكشف أسامة هيكل، رئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامى، أن المشروع سيتم تنفيذه على عدة مراحل، وفقا لدراسات الجدوى المنتظر إعدادها من إحدى شركات الاستشارات المالية، والتي سيتم الاتفاق معها علي المساحة المطلوبة، وسيماثل المدينة القائمة فى 6 أكتوبر.
ولعلها فرصة مواتية، أن أتساءل أيضًا عن أسباب توارى مدينة الإنتاج الإعلامى عن منظومة الإنتاج، منذ قرابة العامين، كما أتساءل: هل اكتفت «هوليوود الشرق»، كما سماها من أقاموها، وتعاملوا مع إنتاجاتها بأن تتحول إلى «مول» للمحطات الفضائية، رغم أهمية ذلك، كواحد من الأهداف التى قامت المدينة لتحقيقها مع النايل سات؟.. وهل اكتفى القائمون عليها بدورهم، كمحصلى إيجارات ممن يسكنون البوتيكات الفضائية هذه؟نحن نمتلك المستندات ونضعها واضحة أمام الرأى العام والهدف فضح الفساد.