تحيا مصر : رئيس إدارة تسويق هيئة الكتاب في حوار لـ"تحيا مصر"..مصر تواجه "غزو ثقافي" كبير نقف حائط صد له (طباعة)
رئيس إدارة تسويق هيئة الكتاب في حوار لـ"تحيا مصر"..مصر تواجه "غزو ثقافي" كبير نقف حائط صد له
آخر تحديث: الخميس 19/10/2017 11:39 ص

المعارض الخارجية لها دور محوري في الريادة والثقافة
انتقاء أفضل الشباب لتمثيل مصر في الخارج
الوفد "النسائي" حقق مبيعات كبيرة في تونس
أعلي مبيعات في الصعيد رغم سوء الحالة المادية
الخال"الأبنودي" مثالًا وطنيًا عظيمًا يحتذى به
أجري الحوار/ رحاب الخولي
"هناك فجوة بيننا وبين الشعوب الأخري تشمل كل شئ، ونحن في هيئة الكتاب نحاول ونسعي لسد تلك الفجوة، وفي طريقنا للنجاح والوقوف كحائط صد أمام الغزو الثقافي الذي يريد تدمير عقول شباب أبناء مصر، وتغذية العقول بأساليب العنف، وسرقة ثقافتنا وهويتنا، لقد أنجبت مصر روادًا عظماء أثروا في حياتنا وأناروا طريقنا واستحقوا كلمة الرواد الأوائل‏، أمثال الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، وكاتبنا صاحب نوبل نجيب محفوظ، وغيرهم"، تلك الكلمات بدأها الأستاذ "محمد فيروز" رئيس الإدارة المركزية للتسويق بهيئة الكتاب، خلال إجراء حوار صحفي، لأنه يعد العصب الرئيس ومن أهم المحاور الرئيسية التي تدور عليها أعمال الهيئة، ابتداءًا من التأليف والترجمة ومرورًا بالنشر والطباعة ثم التسويق، ووصول المنتج لكل فئات المجتمع بسهولة ويسر.
• ما ذا يتطلب العمل في مجال الثقافة؟
يتطلب العمل في مجال الثقافة إسهام عدد كبير من المتخصصين من ذوى الكفاءات العالية في العديد من المجالات، وفي كل جانب من جوانب الإبداع، بما في ذلك تقديم الخدمات المكتبية والمعلوماتية لكل فئات الشعب بمختلف أعمارها ومن منطلق تأكيد الدور الثقافى الذي تنتهجه الهيئة المصرية العامة للكتاب ولا تزال منذ إنشائها، وتحقيقاً لبرنامجها الطموح نحو تلبية احتياجات روادها من الأداء الثقافى والاستمتاع الهادف تساهم الهيئة بجهود دائمة في نشر رسالة التنوير من خلال مؤسسة متكاملة للتأليف والنشر.
• كيف تساير الهيئة التغيرات والأحداث التي تمر بها مصر حاليًا؟
تقوم الهيئة بمسايرة التطوير الذي يطرأ على المجتمع مما يستلزم ملاحقته بالمادة الثقافية والخدمات المتطورة لتلبية حاجة جمهور القراء والباحثين على السواء، وذلك من خلال عدة قطاعات تتعاون لتنفيذ هذه الرسالة الثقافية، مما جعل الهيئة صرحاً من صروح الثقافة العربية بل والعالمية.
• هناك ما يسمي بالغزو الثقافي.. كيف تواجهونه؟
نحن في هيئة الكتاب لا نسمح بأي غزو ثقافي آخر يسرق ثقافتنا وهويتنا الحضارية، لأن دور هيئة الكتاب أن تنتشر وتتوغل في كل أماكن العالم، وأن لا نسمح لأي جهة أخري التدخل أو تغيير ثقافتنا التي تعودنا وتربينا عليها، ولا نسمح أيضًا أن تأتي دار نشر ممولة من الخارج وتفرض ثقافة معينة، إذًا فدورنا الأساسي أن تكون هيئة الكتاب "قاطرة" للنشر والثقافة والنهوض بالعقول للأمام، خاصة أننا أكبر دور نشر في الشرق الأوسط، ودورها الأساسي هو توصيل الثقافة إلي المنزل، وغير صحيح أن نطرح الثقافة فقط من خلال التجارب، فهناك إقبال كبير من الشباب علي التثقيف وقراءة الكتب.
• ماالذي تهتم به الهيئة خلال تلك الفترة ؟
هناك قضايا في المجتمع تشغل الرأي العام علي المستوي العالمي والمحلي، مثل قضية الإرهاب الذي يحاربه الرئيس السيسي بكل ما ملكت يده، هذا العمل العدواني الذي يستخدم العنف والقوة ضد المدنيين ويهدف إلى إضعاف الروح المعنوية للعدو عن طريق إرهاب المدنيين بشتّى الوسائل العنيفة،ويتخذ أماكن متعددة بين العدو إلا ساحة المعركة التي يشرّع بها استخدام العنف، فنجد الإرهاب يستهدف الطائرات المدنية وما تتعرض له من اختطاف، والمدن المكتظة بالسكان وما ينالها من تفجيرات واغتيالات، وغيرها، كل هذا لابد من مواجهته ومن هنا يأتي دور الهيئة حيث تقوم بنشر الكتب التي تتدعم مصر وتخاطب العقول البشرية، وقد فعلنا هذا بالفعل في "جاكرتا" حيث أخذنا الكتب ووزعناه بالمجان علي المواطنين، حتي نستطيع وقف المد المتطرف الذي يرفضه بلاد العالم بأكمله، كما تهتم الهيئة اهتماماً بالغاً بالترجمة لما لها من أثر فاعل في نقل التراث الإنسانى العالمي في العلوم والفنون والآداب، الأمر الذي يمثل رافداً من روافد المعرفة وإثراء الفكر العربي مع العناية بوجه خاص بالكتب والمؤلفات التي تتناول مصر والعرب والإسلام والشرق بوجه عام هذا فضلاً عن إصدار الكتب باللغات الأجنبية التي تحمل تعريفاً بمصر وتقدم أروع الترجمات للأدب العربي من خلال سلسة الأدب المعاصر.
• ماهي السمات التي لابد من توافرها في "إدارة تسويق "الهيئة؟
التسويق بشكل عام هو الرابط بين الاحتياجات المادية للمجتمع وبين الاستجابة لأنماط الاقتصاد من خلال توصيل قيمة منتج ،ويمكن اعتبار التسويق وظيفة عمل لمؤسسة ومجموعة من الأليات التي تخلق وتوصل القيمة إلى العملاء والتعامل مع العملاء بطريقة تفيد المؤسسة المساهمين في رأس مالها، أما التسويق كعلم، فهي عملية تحديد السوق المستهدف من خلال القيام بتحليل وتجزئة السوق وفهم توجهات العملاء وبتقديم قيمة عالية لهم.
أما التسويق في هيئة الكتاب، فيتتطلب وجود أشخاص لديهم وعي بنوعية الكتاب الذي تقدمه واحتياجات المجتمع، فهناك نوعية في حاجة لقراءة كتب معينة في وقت ما، ونظرًا لتطور المجتمع أصبحنا نوفر الكتب الثقافية التي تناسب مختلف الفئات، فنحن مهتمين أن نذهب للناس، فدائمًا كان يقول الشاعر المصري الكبير"عبد الرحمن الأبنودي" رحمه الله، "إحنا نازلين لتوصيل الكتاب والمعلومة والثقافة للناس".
• ماذا عن تنظيم المعارض داخل الجامعات؟
تنظم الهيئة المصرية العامة للكتاب، مجموعة من معارض الكتاب بالجامعات المصرية فى مختلف المحافظات، إذ تقيم الهيئة معرضًا للكتاب بجامعة بدر، ومعرض للكتاب بجامعة قناة السويس، ومعرض أكاديمية الشرطة، ومعرض جامعة المنصورة ، ومعرض جامعة القاهرة بكلية دار العلوم، ومعرض جامعة 6 وتهدف الهيئة لإقامة معارض الكتاب بالجامعات إلى إتاحة الكتاب للطلاب بأسعار فى متناولهم وتشجيعهم على القراءة والمعرفة، ومعرض جامعة الأزهر الشريف يوم 26من الشهر الحالي.
وتتوفر بالمعارض أحدث إصدارات هيئة الكتاب فى كافة المجالات والسلاسل التى تصدرها الهيئة بتخفيضات هائلة، بالإضافة إلى كتب مكتبة الأسرة وجناح الكتب المخفضة التى يصل سعرها إلى جنيه واحد.
• هل تطورت المعارض المحلية خلال تلك الفترة؟
نعم، لقد أصبحنا اليوم نفتتح 100 معرض في السنة، وهذا يعني أننا لدينا 1000 يوم عمل لأن المعرض يستمر لمدة 10 أيام، وبذلك يكون اشتغلنا 3 سنوات في سنة واحدة، وهذا جهد كبير قمنا به خلال تلك الفترة إيمانًا منا بدور هيئة الكتاب في نشر الثقافة بين شباب المجتمع.
وهناك شئ آخر سنقوم به خلال الفترة القادمة، وهو توقيع بروتوكول تعاون مع الهيئة العامة للاستعلامات، لأخذ معلومات عن مصر، وتجميع اللغات وأن نساعد في نشر الثقافة، ونشر السياحة للتعبير عن مصر بشكل حقيقي، والإلمام بكل تاريخ مصر والمناطق السياحية التي توجد بها.
• ماذا عن المعارض الخارجية.. وكيف يتم الاستعداد لها؟
المعارض الخارجية لها مظهر جديد، واهتمام كبير، لكي تقوم بدورها المحوري في الريادة والثقافة في مصر، فيتم عرض كتب متنوعة تواكب الأحداث التي تهم الدولة المتوجهين إليها، ويتم اختيار الشباب الذين هم علي قدر كبير من الثقافة والوعي التام لكل ما يتفوه به، لأنه يمثل دولة مصر للخارج، وأن يكون لديه عزة وكبرياء بالحضارة المصرية الذي عاش وترعرع فيها.
والجدير بالذكر هنا، أن الهيئة كانت تخصص وفود رجال فقط للسفر للخارج، ولكن خلال تلك الفترة تم اختيار وفد نسائي للسفر إلي تونس، وبالفعل حققوا نجاحًا كبيرًا،ومبيعات عالية جدا، فكانت تجربة رائدة وناجحة، وأنا سعيد بها وسنكررها مرة أخري، وجاءت تلك التجربة من مبدأ تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة.
• مبيعات هيئة الكتاب أين هي الآن؟
لقد حققت هية الكتاب خلال تلك الفترة، مبيعات عالية جدا، إذا ما قورنت بالفترة الماضية، فقد كانت مبيعات معرض القاهرة الدولي لا تزيد عن نصف مليون جنيه، والآن حققت 2 مليون و300ألف جنيه سنويًا.
• هل تحقق معارض الكتاب في "الصعيد" مبيعات عالية؟
بالفعل، شباب الصعيد مثقف جدًا، وأعلي مبيعات تتم في الصعيد في الوجه القبلي، رغم سوء الحالة المادية التي يمرون بها، ومن هنا كان علي الهيئة أن تقوم ببيع الكتاب بأسعار زهيدة للإقبال علي شرائها، لأن هدفنا هنا هو تثقيف عقول الشباب، لأن القراءة غذاء للعقل، وإيمانًا بدور الثقافة والكتاب بشكل خاص فى تشكيل وعى الأمة، وإعادة الاعتبار للكتاب والقراءة فى ظروف دقيقة تعيشها مصر، وذلك لا بد من وجود الثقافة فى الخط الأمامى لمحاربة الإرهاب والتطرف للخروج من هذا المأزق الصعب.
• ما الذي تقدمه الهيئة لـ"الشاعرالكبيرعبد الرحمن الأبنودي"؟
الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، له دوره كبير فى معظم القضايا الوطنية، ونحن نهتم باستلهام تلك الشخصية الفريدة فى حياتنا باعتباره مثالًا وطنيًا عظيمًا يحتذى به، وذلك من خلال دعوة زوجتة الإعلامية الكبيرة "نهال كمال" للمشاركة في جميع المعارض، الخال عبد الرحمن الأبنودي، سيظل في قلوبنا وكتبه وتاريخة وكلماته وعباراته أكبر مثالا وطنيًا عظيمًا يحتذي به.
• هل وسائل الإعلام تؤدي دورها في نشر الثقافة؟
وسائل الإعلام أصبحت مغيبة خلال تلك الفترة، ولن تسعي إلي نشر الثقافة وتنوير المجتمع، وعليها أن تنتبه للغزو الثقافي وتقف له بالمرصاد وأن تكون حائطط الصد له.
• ماذا عن معرض "القوى الناعمة .. كيف؟"
تعد القوى الناعمة هي السلاح الأقوى لمواجهة كل أشكال التطرف، وفي هذا المعرض يتم مناقشة كل ما من شأنه تفعيل دور القوى الناعمة على أرض الواقع بما فى ذلك اقتصاديات الثقافة وبناء جسور مع الثقافات الأخرى في محاولة لدراسة تفعيل دور القوى الناعمة في مصر فى بناء مستقبل مصر، وتم اختيار الشاعر والأديب والمفكر عبد الرحمن الشرقاوى شخصية المعرض بما يتماشى مع شعار المعرض، وقد بدأ الشرقاوى حياته العملية بالمحاماة ولكنه تركها لأنه أراد أن يصبح كاتبا ومن أعماله الروائية الأرض، وقلوب خالية، الشوارع الخلفية، وقد قررت اللجنة أن يتم تصميم بوستر المعرض كالعام السابق عن طريق مسابقة للمصممين المصريين، كما اتفقت اللجنة على تخصيص مجموعة من الندوات حول الشخصيات المصرية من رموز القوى الناعمة، وبرنامج احتفائى ببعض التذكارات المهمة مثل 30 عام على نوبل نجيب محفوظ، مائة عام على ميلاد جمال عبد الناصر، ومائة عام على ميلاد توفيق الحكيم.
يذكر، أنه يوم 25سبتمبر من الشهر الماضي، عقد بمكتب الدكتور هيثم الحاج على رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب بمقر الهيئة، الاجتماع الأول للجنة العليا لمعرض القاهرة الدولى للكتاب الدورة الـ"49"، والمقرر انعقادها في الفترة من "27 يناير حتى 10 فبراير 2018"، وقد استقرت اللجنة على أن يقام المعرض بأرض المعارض الدولية بمدينة نصر، وسوف تحل الجزائر ضيف شرف على المعرض فى هذه الدورة، كما قررت اللجنة أن يكون شعار المعرض "القوى الناعمة .. كيف؟".
كما وقعت مؤسسة الأهرام بروتوكول تعاون مع هيئة دار الكتب والوثائق القومية من أجل توثيق التعاون بين المؤسستين العريقتين بما يسهم فى المضى قدما بالحركة الثقافية و الفكرية فى مصر.
وأكد عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة الأهرام ونقيب الصحفيين أن المؤسسة تولى اهتماما كبيرا بكل ما يخص دعم الحياة الثقافية فى مصر إيمانا بأن أزمة الفكر هى أخطر أزمات الوطن على الاطلاق ونبه إلى أن الارهاب هو فكر وعقلية يتم العمل على بنائها بحرفية وبدعم مالى ضخم، لذلك يجب أن نكون من أكثر دول العالم اهتماما بالفكر والثقافة.