تحيا مصر : قرار السعودية السماح للمرأة بقيادة السيارة اول بشائر رؤية 2030 لولى العهد (طباعة)
قرار السعودية السماح للمرأة بقيادة السيارة اول بشائر رؤية 2030 لولى العهد
آخر تحديث: السبت 30/09/2017 01:10 م
قرار السعودية السماح
أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مرسوما ملكيا يسمح للمرأة السعودية بقيادة السيارة داخل البلاد , وسيقوم الوزراء في الحكومة بتحضير تقرير خلال 30 يوماً يتم بموجبه تطبيق الأمر الملكي بحلول يونيو 2018.

والسعودية هي البلد الوحيد في العالم الذي يفرض حظراً على قيادة النساء للسيارات , لذلك واجهت السعودية منذ سنوات انتقادات واسعة لكونها البلد الوحيد في العالم الذي يمنع المرأة من القيادة ، على الرغم من التحسن التدريجي في بعض قضايا المرأة في السنوات الأخيرة، وأهداف الحكومة الطموحة لتعزيز دور المرأة في الحياة العامة باعتبارها جزءا من قوة العم

وكان لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، موقفاً من القضية، إذ قال في تصريحات خلال مؤتمر الإعلان عن رؤية المملكة 2030، في إبريل 2016، رداً على سؤال ما إذا كان سيُسمح للمرأة بالقيادة: "لا شك أن المرأة عملها مهم جداً، وهي نصف المجتمع، ولا بد أن تكون فعالة ومنتجة في السعودية , قيادة المرأة ليست قيادة دينية، بقدر ما هي قيادة لها علاقة بالمجتمع نفسه، يقبلها أو يرفضها."

اصل الحكاية:
قيادة المرأة في السعودية، قضية انفردت فيها السعودية بكونها البلد الوحيد في العالم الذي كانت تمنع النساء من قيادة السيارات , وتعتبر القضية قضية رأي عام في المجتمع السعودي , وكان عدم السماح للإناث بالقيادة قائم بحكم الأمر الواقع في عدم إصدار رخص قيادة لهن، بالرغم من عدم وجود قانون صريح يمنع المرأة من القيادة.
وظلت نشيطات في المملكة يتابعن حملة منذ أكثر من 25 عاما للسماح للمرأة بقيادة السيارة، متحديات السلطات بقيادة سيارتهن على الطريق، وبإرسال عرائض إلى الملك، ووضع مقاطع فيديو لأنفسهن على مواقع التواصل الاجتماعي وهن يقدن سياراتهن. وأدى الاحتجاج ببعضهن إلى السجن والمضايقة.

ومن أبرز الحملات المنهاضة للمنع الحملة التي شهدتها السعودية في نوفمبر 1990, أثناء حرب الخليج الثانية، فأصدرت وزارة الداخلية السعودية بيانا تحذيريا ينص على المنع , لكن في 6 نوفمبر 1990، شاركت 17 سيارة فيها 47 امرأة في الحملة , انتهى المطاف باعتقال النساء ومنعهن من السفر وفصلهن من وظائفهن , واعتقال أزواجهن أو أبائهن بتهمة "عجزهم عن السيطرة على نسائهم".

حملة 2011 , تعالت الأصوات المطالبة بالسماح بقيادة المرأة إبان ثورات الربيع العربي وُحدد يوم 17 يونيو 2011 يوما تقود فيه النساء سياراتهن لقضاء حوائجهن وسميت الحملة "سأقود سيارتي بنفسي" , شاركت في إطلاق الحملة الناشطة منال الشريف التي صورتها الناشطة وجيهة الحويدر وهي تقود سيارتها في مدينة الخبر ونشر المقطع على يوتيوب يوم 20 مايو وشوهد أكثر من 600،000 مرة , أوقف المرور منال يوم 21 مايو وهي تقود مع أخيها وزوجته وأطفاله وأستدعيت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى الموقع وتم الإفراج عنها بعد ساعات، لكن أعيد اعتقالها في فجر اليوم التالي واتهمت ب"إخلال النظام"، ودعت منظمات حقوقية دولية كمنظمة العفو الدولي , وهيومن رايتس ووتش إلى إطلاق سراحها , استمر احتجازها 10 أيام , وأطلقت بكفالة وتعهد خطي بعدم التكرار.

بعد ذلك ظهرت دعوات جديدة بقوه في المجتمع السعودي من ناشطات سعوديات لحمله فى القيادة في السعودية للنساء من جديد , هذه المرة تم تحديد موعد للحملة تنطلق فعالياتها في 26 أكتوبر 2013, وقد ظهرت تلك الحملة ودعى إليها العديد من الناشطات السعوديات , وبعد فشل الحملة بعد تنبيهات وقرارات نفذت من وزارة الداخلية السعودية قبل 26 أكتوبر قرر بعض نشطاء تويتر أطلق حملة سخرية ان تقود المرأة في يوم غير موجود حتى لايشكك بها حيث أطلق على الحملة اسم قيادة 31 نوفمبر.

وتجددت المطالبة في 30 نوفمبر 2014 , حيث قامت الناشطة لجين الهذلول باستغلال إتفاقية دول مجلس التعاون الخليجي بسريان رخص القيادة في جميع دول المجلس حيث قامت بإستخراج رخصة قيادة من دولة الإمارات العربية المتحدة وهي سارية المفعول في المملكة العربية السعودية حسب الإتفاقية. وبعد قيادتها لسيارتها الخاصة من الإمارات إلى السعودية تم إيقافها عبر الجمارك السعودية عند المنفذ الحدودي وبقيت 24 ساعة محتجزة في المنفذ الحدودي حيث رفضوا السماح بدخولها وهي تقود سيارتها , حضرت بعد ذلك المذيعة السعودية ميساء العمودي إلى مكان إيقاف لجين في المنفذ الحدودي وحضرت قوات الأمن إلى الموقع وتم إعتقال الفتاتين في ظل تكتم إعلامي محلي ودون وجود تفاصيل حول التهم الموجهة إليهما أو عن مكان إعتقالهما.

وبعد حملة سعوديات ضد ديفيد كيز وهو صهيونى ادعى انه يدافع عن حقوق المرأة السعودية بما فيها قيادتها للسيارة, لذلك قامت فى2 ديسمبر 2014 مغردات باطلاق حملة معارضة لقيادة المرأة للسيارات كرد على حملة المطالبة بالقيادة للمرأة , ورأت المغردات أن أمر السماح بالقيادة يجب أن يصدر من ولاة الأمر و من المجتمع السعودي وليس من خلال الأساليب التي تم استخدامها من قبل المطالبات بقيادة المرأة . وكان شعار حملتهم نظام وليس إرغام وذلك بعد ان تم ايقاف احدى النساء وهي تقود بمفردها محاوله لدخول للمملكه عند المنفذ الحدودي بين الإمارات و السعودية .




تطور فى النظرة الدينية للأمر:
تحفظات اجتماعية ودينية أكثر منها قانونية كانت تُبعد السيدة السعودية عن إمكانية قيادتها السيارة في بلادها، ليتغير الوضع مع إصدار الأمر الملكي , فبعد صدور قرار السماح للقيادة المرأة في السعودية قامت هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية بتأييد قرار الملك سلمان بن عبد العزيز , ولكن فى السابق قد افتي بعض المشايخ بعدم السماح بذلك بل وصلت لدرجة التحريم , بينما أفتى مشائخ أخرون بجوازها كسعود الفنيسان وخالد المصلح.



فقد افتى عموم مشائخ السعودية السنة بتحريم قيادة المرأة للسيارة , وقد أصدرت هيئة كبار العلماء فتاوى عديدة بتحريمها تحت رئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز , كما انتقد رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز آل الشيخ الصحف التي تتناول القضية مدافعا عن الحقوق التي تنالها المرأة في السعودية. كما أفتى عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح الفوزان بتحريمها معللا رفضه أن "المحاذير كثيرة وأخطر شيء أنها تعطيها الحرية بأن تأخذ السيارة وتذهب إلى من تشاء من رجال ونساء" , كما أفتى الشيخ محمد بن عثيمين بتحريمها قائلاً لا شك أن قيادة المرأة للسيارة فيها من المفاسد الكبيرة ما يربو على مصلحتها بكثير هذا فضلاً عن أنها ربما تكون سلما وبابا لأمور أخرى ذات شرور فتاكة وسموم قاتلة" ,


اهم ردود الافعال لقرار السماح:
أثنى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على قرار السعودية السماح للمرأة بقيادة السيارة. وقال بيان للبيت الأبيض إن القرار خطوة تقدمية بالنسبة إلى حقوق المرأة في بلد محافظ بشدة.
ورحبت وزارة الخارجية الأمريكية بالقرار، معتبرة إياه خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح".

وقد رحبت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، بقرار السعودية ووصفته بأنه "خطوة مهمة" في سبيل المساواة بين الجنسين في بلد حليف في الشرق الأوسط".
وقالت ماي "باعتباري صديقة للسعودية منذ فترة طويلة، أرحب بهذه الخطوة المهمة التي اتخذتها المملكة، نحو المساوة بين الجنسين".

واعتبرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، القرار بأنه خطوة مهمة في مساهمات المملكة في مجال تمكين المرأة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن قرار السماح بقيادة المرأة السعودية للسيارة خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح.

وقال الأمير خالد بن سلمان، سفير السعودية في الولايات المتحدة عقب الإعلان عن القرار، إنه "يوم عظيم وتاريخي في مملكتنا. وهو قرار صحيح في الوقت الصحيح".
وأضاف أن النساء السعوديات "سيسمح لهن باستخراج رخصة قيادة السيارات دون الحصول على إذن من محارمهن كأزواجهن أو آبائهن".

وقالت الباحثة السعودية المعارضة، مضاوي الرشيد، إن القرار لا ينبغي له أن يصرف الانتباه عن "الحقوق التي سلبت من النساء والرجال جميعا".
وأضافت "بدون وجود حكومة منتخبة وتمثيل سياسي، لن نستفيد".