تحيا مصر : "مريم" .. بنت مصر العظيمة (طباعة)
"مريم" .. بنت مصر العظيمة
آخر تحديث: الثلاثاء 18/07/2017 11:38 ص
محمد رأفت فرج محمد رأفت فرج
مصر العظيمة المُعظمة، مصر الفتية، مصر الأبية، منذ فجر التاريخ وعلى مر العصور، وستظل هكذا مهما مرت بها المحن والشدائد والمصائب فهى قادرة دائماً على تجاوزها والخروج منها شامخة ومرفوعة الرأس، مصر التاريخ المشرق والمضىء والزاخر، لا تقلق ستخرج من النفق المظلم، وترى الحياة أكثر إشراقاً وأكثر عظمة لأنك "ابن مصر" العظيمة، والتى ستظل عظيمة مهما حاولوا طمس التاريخ، وتدبير المؤامرات والمكائد. ولأن أم الدنيا دائمًا، عنيدة عندما ترفض، عزيزة عندما تأخذ، فتجدها مانحة ومانعة في آن، فى الوقت الذي يطمسنا فيه ظلام حالك جراء الإرهاب الآثم، تابعت مستمتعًا لحوار الطالبة مريم فتح الباب، الحاصلة على 99% في الثانوية العامة علمي علوم ابنة حارس عقار، والتي تقطن مع اسرتها في غرفة واحدة، مع الإعلامي "معتز الدمرداش"، كم كانت جميلة في تعلقها بأسرتها، واعتزازها بها واقرارها بفضلها عليها فرداً فردا، من الأب الذي كان يسهر بجوارها ليلاً حتى تنتهي من مذاكرتها، وأمها التي لم تبخل عليها من صحتها وخدمتها، واختها الكبرى التي تقوم مقام والدتها إذا شغلت عنها الأم أو تعبت، وحتى اختها الصغرى في الاعدادية لم تنس فضلها أيضا.
كم كانت جميلة في أمنيتها عندما تقول أن ارضاء والدها وووالدتها أسمى أمانيها، وقبل امنيتها الخاصة في الالتحاق بكلية الطب البشري. كم كانت جميلة في أملها، أن تقدم خدمة لمصر الأم الكبرى، وأن تكون مثل الدكتور "مشرفة" العظيم، كم كانت جميلة في حديثها المتسق المتزن الجميل الواعي، الذي تستشعر منه أنك تتحدث إلى شخص كبيرٍ واعٍ مثقف، حديث من القلب غير منمق وغير متكلف، فيقذف إلى القلوب مباشرة.
كم كانت جميلة في اعتزازها بوسطها وبيئتها الاجتماعية البسبطة والمتواضعة، خاصة فى فخرها غير المصطنع بأبيها حارس العقار. كم كانت جميلة في إرجاع نجاحها الى توفيق الله في المقام الاول، ثم تحفيز أسرتها البسيطة في المقام الثاني، ثم جهدها في المقام الثالث. كم كانت جميلة في عزة نفسها وغناء روحها وتعففها وان كانت فقيرة اليد، ضاربة أعظم المثل، منفذة الوعد الرباني العظيم، بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
كم كانت جميلة في ابتسامتها، وفي تناسق ملابسها المتواضعة التي زادت جمالاً بارتدائها لها، مريم نموذج مصري أصيل، وردة من تراب مصر، نبتت من صخرها، وبكل اصرار وعزيمة أطلت بجمالها وطيب عطرها على المجتمع المصري، نموذج حي متحرك على الأرض، مُجسمًا مقولة "فيها حاجة حلو ة".
هنيئا لمصر هذا النموذج الجميل، وهنيئا لأسرتها البسيطة، وهنيئا لمن اتخذها نموذجا وسار على دربها. بنت مصر العظيمة مريم، عكست لنا الوجه المبهج من حياتنا، فى اليوم التالى لحادثة إرهابية جديدة، بمنطقة البدرشين فى محافظة الجيزة، لتدوي منا صرخة فى وجوه الإرهابيين الجبناء، إنتبهوا.. لن تستريحوا معنا، كل شهيد عندنا يموت الافًا عن المرات، إنتبهوا أعمدة النور لها أظافر، وللشبابيك عيون، والموت في انتظاركم، في كل وجه عابر، الموت مخبوء لكم، في مشط كل امرأة، وخصلة من من شعرها، في بكاء طفل، أو حكمة شيخ، فى عزيمة الرجال وثرثرة النساء، فى كل نقطة عرق، إنتبهوا فمصر ستظل فوق الجميع.