تحيا مصر : مسجد "الجيوشى" ذو أقدم مئذنة فاطمية (طباعة)
مسجد "الجيوشى" ذو أقدم مئذنة فاطمية
آخر تحديث: الثلاثاء 13/06/2017 11:58 ص ياسمين سمير
بنى المسجد على يد "بدر الجمالي" وزير الخليفة الفاطمي المستنصر سنة 478هـ (1085م) على حافة جبل المقطم خلف القلعة، وكان أول مسجد بنى بالحجر بالقاهرة.
وسمى "بالجيوشى" لإتخاذه كمسجد زاوية الجيوش.
يتكون من قطعة مستطيلة يقسمه محور إلى نصفين متماثلين تماما إلا الجانب الشمالي الشرقي حيث أضيف إليه فيما بعد بئر.
وتبلغ مساحة الزاوية خمسه عشر مترا عرضا في ثمانية عشر طولا ويقع المدخل الرئيسى في الواجهة الشمالية الغربية تحت المئذنة مباشرة ويتكون المدخل من باب صغير يعلوة عقد مدبب يؤدى إلى ردهة مقببة فوقها ردهة أخرى مغطاة بقبة صغيرة موضوعه على الجدران المربعة مباشرة دون مقرنصات وعلى جانبى الردهة يوجد حجرتان صغيرتان اليسرى منهما مغطاة بقبو متقاطع وبها نافذة في أعلى الجدار الشمالي وتحتوى هذه الحجرة على (بيارة) أما الحجرة اليمنى فهى مكشوفة وبها درج يؤدى إلى سطح الزاوية.
وندخل من الردهة الخارجية عن طريق عقد مدبب إلى صحن الزاوية الذى يبلغ مساحته (6.5) فى (5.5) متر وعلى جانبه غرفتان مستطيلتان يدخل إليهما من فتحتين معقودتين بالصحن وقد اقتطع جزء من الغرفة اليسرى وغطى بقبو مستعرض وفتح له فتحة في الجدار الشمالي ليؤدى إلى (البيارة).
وبالجهة الشرقية للصحن يوجد مدخل ذو ثلاثة عقود مدببة المتوسط منها متسع والجانيبان صغيران، وتعتمد العقود على عمودين متجاورين من الرخام وهى مختلفة الأحجام والتيجان وتؤدى هذه الواجهة ذات الثلاثة عقود إلى ردهة كبيرة مستطيلة مغطاة بثلاثة عقود متقاطعة، وتؤدى هذه الردهة الكبيرة بدورها إلى ثلاثة عقود، العقد المتوسط يؤدى إلى مربع مغطى بقبة ، وفى صدره المحراب والمربعان الجانبيان مغطيان بأقباء متقاطعة.
وبالمربع الأيسر يوجد قبر أحد الشيوخ وإن كانت العامة تقول إنه قبر سيدى الجيوشى على اسم منشئ الزاوية.
ولعل أجمل ما في هذا المحراب الزخارف الجصية التى تحيط بالمحراب والتى تشبه زخارف الجامع الأزهر.
ويتكون المحراب من حنية مستديرة يعلوها عقد مدبب يرتكز على عمودين فقدا الآن ويحيط بالمحراب شريط من الكتابة بالخط الكوفى المزهر كما يوجد شريط من الكتابة من سورة الفاتحة يحيط بالمربع الذى تعلوه القبة، كما نقش على شكل دائرة في سمت القبة الآية (39)، من سورة يس "والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم" في الوسط نقش اسم محمد وعلى مكررين ثلاث مرات على شكل نجمة ذات ستة رؤوس.
وتتكون المئذنة من برج مربع بارتفاع 14.18 مترا ويعلو ذلك صفان من الدلايات مبنية من الآجر والجص، وفي داخل هذا المكعب يوجد مكعب صغير به أربع نوافذ معقودة ويعلو هذا رقبة مثمنة بكل وجه منها نافذة معقودة ويعلو ذلك قبة صغيرة وبذلك يكون ارتفاع المئذنة كلها (20) مترا، وهى تحتوى على طابقين من الداخل.
أما تاريخ الزاوية فمنقوش على لوحة من الرخام تعلو عتب المدخل الرئيسى.
وتتكون الكتابة من خمس سطور من الخط، جاء فيها أنشأ هذه الزاوية مولى أمير المؤمنين الإمام المستنصر بالله أمير الجيوش في المحرم من سنة ثمانية وسبعين وأربعمائة.