تحيا مصر : شبح العنوسة يخيم على الشباب وزوجي زوجك هي الحل (طباعة)
شبح العنوسة يخيم على الشباب وزوجي زوجك هي الحل
آخر تحديث: الجمعة 09/06/2017 02:08 ص كارم المياني


العنوسة" وتأخر سن الزواج، ظاهرة يعاني منها الشباب والبنات في مصر، وهي إحدى المشكلات الكبيرة والمعقدة التي تبحث عن حل، إذ أن انتشارها بصورة صاخبة في مجتمعنا أصبح أزمة ضخمة يصعب حلها؛ وخاصة بعد تدهور الوضع الاقتصادي في مصر.

وأصبحت ظاهرة العنوسة لدى الشباب والبنات تمثل مشكلة كبيرة يعاني منها الكثيرون، فتأخر سن الزواج في وطننا العربي بصورة عامة، وفي المجتمع المصري بصورة خاصة، من المشكلات الكبيرة والمعقدة التي تبحث عن حل، في انتشار المشكلة بصورة صاخبة في مجتمعنا أصبح أزمة ضخمة يصعب حلها؛ فرغم الكم الهائل من الموروث الديني والثقافي الذي يعمل على منع ظهور هذه الظاهرة، لكن وجود عادات عقلية غريبة، وشروط شكلية كثيرة.

تغيير مسارات كثيرة نحو الاتجاه المعاكس، ولكل بلد عاداته وعقليتها المختلفة التي تساعد على انتشار هذه الظاهرة، فنظرة المجتمع لا ترحم كل من تقدم بها السن دون أن تتزوج.
وحسب الإحصاءات الرسمية يوجد في مصر 13 مليون شاب وفتاة تجاوزت أعمارهم 35 عاماً ولم يتزوجوا، منهم 2.5 مليون شاب 10.5 مليون فتاة فوق سن الـ35.
معدل العنوسة في مصر يمثل 17% من الفتيات اللاتي في عمر الزواج، ولكن هذه النسبة في تزايد مستمر وتختلف من محافظة لأخرى في المحافظات الحدودية النسبة فيها 30% لأن هذه المحافظات تحكمها عادات وتقاليد، أما مجتمع الحضر بالنسبة فيها 38% والوجه البحري 27.8%، كما أن نسبة العنوسة في الوجه القبلي هي الأقل حيث تصل إلى 25% ولكن المعدل يتزايد ويرتفع في الحضر.

كما أكد تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر أن نسبة العنوسة في مصر تجاوزت 13.5 مليونًا ممن تجاوزت أعمارهم 30 عامًا، منهم 2.5 مليون شاب و11 مليون فتاة ويربط الكثيرون بين هذا العدد الكبير من العوانس وما يقابلهن من العزاب وبين حالة عدم الاستقرار الأمني والسياسي كأحد العوامل الداعمة لهذه الحالة من الاضطراب، على اعتبار أن العزوبية والعنوسة كلاهما يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار النفسي على الأقل في أغلب الحالات.

وحذّر علماء دين وخبراء اجتماع من تلك الإحصاءات، خصوصًا مع تأكيد التقارير أن تلك النسبة في تزايد مستمر، والتي يقابلها ارتفاع في حالات الطلاق في مصر، مع وجود 240 حالة طلاق يوميًا، أي بمعدل حالة طلاق كل 6 دقائق، كما وصل عدد المطلقات إلى 2.5 مليون مطلقة.


وكان من أهم الأسباب  حول ارتفاع نسبة العنوسة في مصر، هو الأزمة الاقتصادية التي تعانيها البلاد وارتفاع الأسعار، وغلاء المهور، والإسكان على وجه الخصوص، وارتفاع أسعار تكاليف الزواج الأخرى الناتجة عن العادات والتقاليد المتبعة.

أكد حسن إبراهيم أستاذ الاقتصاد  إن "الأزمة الاقتصادية التي تعيشها مصر حاليًا، وارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات تاريخية؛ نتيجة زيادة الأسعار بصورة مبالغة لعدم وجود رقابة، ما دفع الشباب للعزوف عن الزواج، وتزايد معدلات الطلاق"..
من بين الأسباب أيضا، ارتفاع معدلات البطالة، وكذلك ارتفاع معدل التعليم بالنسبة للإناث وأيضا تباين الكثافة السكانية من حيث الجنس، حيث إن عدد الإناث أكثر من عدد الرجال.وتعتبر الحالة الاقتصادية المتردية التي تعيشها مصر منذ سنوات قد خلقت مناخا مناسبا لتفشي ظاهرة العنوسة، مشيرا إلى أن كثيرا من الأسر المصرية تبالغ في شروطها، ومطالبها، بما يفوق إمكانيات وقدرات الشباب، وبالتالي يعجز عن إتمام الزواج يؤجل إلى حين تحسن ظروفه الاقتصادية.
كذلك من أسباب انتشار العنوسة، ضعف الوازع الديني، والذي يجعل الشباب أن العلاقة غير الشرعية ممكنة، وكذلك انتشار الزواج العرفي، وزواج الرجال الأجانب للحصول على امتيازات معينة والهروب من نفقات الزواج، وتطلع الفتاة إلى الحصول على درجات عليا تعليمية تجعلها تعزف عن الالتحاق بمن هو أقل منها تعليميا، أو عزوف الشباب عن الالتحاق بمن هي أكبر منه سنا .

وحذر الدكتور محمد محمود دكتور الاجتماع  من ارتفاع نسبة العنوسة لمستويات تاريخية في مصر؛ بسبب تفاقم الأزمات الاقتصادية وتراجع مستوى الدخل في ظل ارتفاع معدلات التضخم لمستويات غير مسبوقة، ما يدفع الشباب الإحجام عن الزواج، بل وتطور الأمر إلى ارتفاع حالات الطلاق لتصل إلى 240 حالة طلاق يوميًا، بمعدل حالة طلاق كل 6 دقائق، ليصل إجمالي عدد المطلقات إلى 2.5 مليون مطلقة.

وترى سامية الجمل الخبير التربوي ارتفاع من فاتهم قطار الزواج تسبب في وجود ظواهر كثيرة غير مقبولة اجتماعيًا أو دينيًا في البلاد، مثل ظاهرة الزواج السري والعرفي بين الشباب في الجامعات، والشذوذ الجنسي بين الفتيات، والإصابة بأمراض نفسية أدت إلى الإقبال على الانتحار، كما دفعت بعض الشباب والفتيات إلى إدمان المخدرات من أجل النسيان، وهو ما يؤدي بحياة الكثير منهم إلى الموت.
ومن الحلول المقترحة للحد من تزايد نسبة العنوسة تخفيض تكاليف الزواج من مهور و تأثيث السكن، ودعم وتشجيع الحكومة للمتزوجين من خفض الضرائب على المرتبات للمتزوجين، ودعم المؤسسات الخيرية عيني لغير القادرين على مصروفات الزواج، وزيادة التكافل الاجتماعي بين الأفراد بالمساهمة في تكاليف الزواج.
كذلك من الاقتراحات لحل الأزمة، ضرورة إيجاد حلول مبتكرة للتشغيل والتوظيف، وفتح أسواق جديدة لفرص العمل لتحقيق دخل مستقر، ومن ثم الوفاء بالتزامات الزواج الأساسية، وعدم الإسراف  في الزواج وتيسير الزواج للشباب والشابات.
ومن بعض الحلول لحل أزمة العنوسة، منها؛ إلحاق البنت بمن تهوى، وتشجيع الراغب فى الزواج ومعاونته، وعدم ربط الزواج بمواصلة التعليم أو العمل، وتوجيه أولياء الأمور أولادهم فى استخدام وسائل الإعلام، وعدم تدليل الفتاة على المتقدمين.
وجود جمعية خاصة لحقوق المرأة، ودراسة ذلك الأمر ووضع حلول لها، كما أن على وسائل الإعلام وخطباء المساجد مسؤولية كبيرة في توضيح أسباب العنوسة ونتائجها الوخيمة على الفتاة وأسرتها وعلى المجتمع بشكل عام وقد أدت  ظاهرة العنوسة في مصر  لزيادة بعض الظواهر غير المقبولة اجتماعيا ودينيا، مثل ظواهر الزواج السري والعرفي بين الشباب في الجامعات، والشذوذ الجنسي بين الفتيات، والإصابة بأمراض نفسية، بالنسبة للرجال فقد دفعت البعض للإقبال على إدمان المخدرات.
كما أن وجود أعداد كبيرة من العانسات في المجتمع يشكل خطرا كبيرا على الفتيات مما يعرضهم للأمراض النفسية مثل الاكتئاب و الانتحار والهروب من المنزل و تفشي الانحلال الخلقي.
أما عن الناحية النفسية، فإن كثيراً من الفتيات اللواتي تأخرن في الارتباط  يتعرضن لبعض حالات القلق النفسي والضغوط العصبية بسبب ما يدور حولها من أقاويل عن تأخرها في الزواج من قبل العائلة، هذا الضغط يولد حالات من الصرع والاكتئاب النفسي وعدم النوم نظرا لفقدان حياة الأسرة وافتقاد الأمومة.

ويؤكد إسماعيل عبدالصمد محاسب يعيش الشباب في هذه الأيام وضعا ماديا صعبا يواجه من خلاله جملة إشكاليات؛ بداية من البحث عن مسكن مناسب، مرورا بوظيفة تضمن له راتبا شهريا ثابتا يناسب متطلبات الحياة، انتهاءا بتكاليف الزواج التي أصبحت مرتفعة بشكل جنوني، وكل هذه المشكلات كفيلة بانتشار نسبة العنوسة وعدم التفكير من الأساس في الزواج، فمن الصعب في هذه الأيام تحمل الشاب نفقات نفسه فكيف يستطيع تحمل نفقات بيت وأسرة.

وأطلقت مدربة التنمية البشرية "رانيا هاشم"،  هاشتاج "زوّجي زوجك" و"التعدد شرع "، لتشجيع السيدات على قبول زوجة أخرى لأزواجهن، لحل أزمات العوانس والأرامل والمطلقات، عبر تغيير الثقافة السائدة لدى الزوجات، وقبول فكرة التعدد والتخلي عن ما أسمته "بعض الكبرياء الزائف"، كما أن الزوج بتحمل المزيد من الأعباء سيكون أكثر شجاعة ومسؤولية.

وترى هاشم أن التعدد للرجل يصب فى النهاية فى مصلحة الزوجات حيث تولد بينهم نوع من الغيرة الإيجابية حيث يتسابقن فى اهتمامهن بأنفسهن أمام زوجهن، بالإضافة إلى اختيار الزوجة لزوجة أخرى تشاركها زوجها سيجلب نوع من التفاهم الأسري بينهما حيث أنه لا يوجد زوجة جاءت رغمًا عن الأخرى، وستحفظ للأطفال حقهم فى التمتع بين أحضان والدتين، وبالتالي ستقضي على فكرة زوجة الأب الشريرة التي باتت تحاصرنا طيلة سنوات ماضية.
واخيرا فقد أصبحت هذه الظاهرة قضية أمن قومي لما تشكله من تهديد لكيان واستقرار الأسرة المصرية بسبب الآثار النفسية السلبية علي الأسرة المصرية وكذلك التداعيات الخطيرة علي الأمن القومي من انتشار جرائم الاغتصاب والتحرش بسبب الكبت الجنسي أو الدخول في علاقات غير شرعية ينشأ عنها ما يعرف بظاهرة أطفال الشوارع وكذلك جرائم السرقة من أجل تكوين المهور اللازمة لتأسيس متطلبات الحياة الزوجية".