باحث فى الشئون الإيرانية لـ"تحيا مصر".. حسن روحان كان له تفاهمات سرية مع الغرب حيال الملف النووي
فى ظل الحراك السياسي الذي يشهده العالم من تداعيات سياسية مواتية فى جميع الدول، تعيش إيران خلال هذه الأيام فى زخم الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وتختلف الدولة الإيرانية عن غيرها من باقي الدول لاختلاف شكل السلطة فيها، وما أن نستدعي فكرة الانتخابات تتطرق إلى الأذهان فكرة الديمقراطية التي يجب أن تحظى بها الشعوب، وكذلك الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ووضع المرأة والشباب، وكيفية التحول الديمقراطي فى تلك الدولة الشيعية، والمذهب، والتي يتحكم فيها المرشد وآيات الله، لفهم هذا النظام السياسي، وكيف تدار بداخله عملية انتخابية ديمقراطية فى ظل وجود مرشد أعلى يتحكم فى كل مفاصل الدولة لنا حوار مع الأستاذ محمد محسن أبو النور الباحث فى الشئون الإيرانية.
• ماذا عن الاتفاق النووي؟
الاتفاق مكون من 120 ورقة وخمسة ملاحق تقريبًا أي ما يقارب 140 ورقة، وهذا هو الاتفاق المعلن الذي تم نشره، فى كل اتفاق دولي، وهناك بنود معلنة وبنود سرية، والمعلن شئون فنية تقنية عن الكيمياء والذرة، وليس له علاقة بالسياسة ، ومعلن أيضًا الدول التي شاركت بالاتفاق (3+3) الدول الأوربية، بالإضافة الدول دائمة العضوية فى مجلس الأمن، ومن المؤكد أن إيران خرجت بمجموعة تفاهمات سياسية مع القوى الدولية تتيح لها تموضع سياسي، فى الإقليم حيث تشارك فى محاربة الإرهاب، وصلاحيات فى أكثر من ملف إقليمي بسوريا واليمن والعراق ولبنان.
• ما تقييمك لزج إيران بأطراف دولية أخري؟
إيران لم تزج أطراف أوروبية، ولكن الظروف خدمت إيران، وهذه المفاوضات من 2001، ومحمد خاتمي هو الذي فتح المفاوضات مع الغرب، ثم توالت المفاوضات معهم عن طريق سعيد جليلي وهيئة المفوضين فى عهد أحمدي نجاد، وتوقفت لأسباب العداء بين نجاد والغرب، ثم عادت فى أغسطس مع تولي حسن روحاني السلطة، حيث كان له تفاهمات سرية مع الغرب، والدليل على ذلك أن روحاني سحب ملف الاتفاق النووي من هيئة الأمن القومي، التي يترأسها سعيد جليلي، ومنحها للخارجية الإيرانية التي يرأسها علي أكبر صالحي ثم عزله وعين محمد جواد ظريف، وهذا يعني رؤيته للملف على أنه ملف دبلوماسي وليس سياسيًا وعندما عين محمد جواد ظريف تاريخه السياسي وكونه صديق الأمريكان وصديق جون كيرى يريد بذلك تهيئة الأجواء للتواصل للاتفاق.
• لماذا حرص روحاني على تواجد أطراف دولية أخرى؟
حسن روحاني، حرص على تواجد الغرب، حتى لا يكون اتفاقات ثنائية بين دولتين تسعى إحداهما للتملص منه، فهو يريد أن يحصل على شرعية دولية من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن.
• هل هناك بدائل عند وقف الاتفاق النووي؟
ترامب لا يملك إلغاء الاتفاق، فإن تمت انسحبت أمريكا من هذا الاتفاق النووي سوف يترتب على ذلك زيادة حدة العداء ما بين الدولتين، والوصول إلى مربع صفر حيث كانت تقف العلاقات بين الدولتين ما قبل عام 2013، وهناك رد الفعل الإيراني لديها الذي جاء طبقًا لمصوغات دولية، الذي يتيح لها زيادة نسبة التخصيب إلى 19.75وممارسة نشاطها النووي.
• ماذا عن فكرة انسحاب ترامب واستمرارية الدول الأخرى لتلزم إيران ببنود الاتفاق نوع من الدهاء الأمريكي؟
هذا يتوقف على رد فعل الدول المنوطة بالإتفاق وإيران لديها ترتيبات على أعلى مستوى مع تلك الدول التي لن تقبل بإلغاء هذا الاتفاق، أكثر من إيران نفسها والرئيس الفرنسي أدان تصريحات ترامب الخاصة بإلغاء الاتفاق، وخرجت باقي الدول منددة بتصريحاته.
• كيف ترفع العقوبات الاقتصادية اذن عن إيران فى حال عدم التزام أمريكا ببنود الاتفاق؟
العقوبات الاقتصادية، تعني أن تلزم كل الدول بوقف التعامل مع خمس قطاعات إيرانية اقتصادية، فإن تم وتعاملت دولة فى هذه القطاعات، فسوف تقطع أمريكا هى الأخرى التبادل الاقتصادي مع تلك الدولة، ولكن فى هذه الحالة سترفع العقوبات الاقتصادية على إيران وخاصة أن أمريكا هي التى قودت الاتفاق وليس إيران .
• إذا ما بحثنا عن طريق( ما وراء الحدث) فما وراء الاتفاق النووي؟
بالطبع المجال البحثي يتحتم عليه البحث فيما وراء الحدث، وخاصة أن إيران ما زالت ملتزمة بالاتفاق، طبقًا لما ورد فى تقرير لوكالة الطاقة الذرية، وما يجب الإشارة إليه أن تصريحات ترامب كانت لاسترضاء اللوبي الصهيوني بالمجمع الانتخابي، بداية الأمر خاصة إن العلاقات بإسرائيل باتت باردة بعد أن رفض أوباما استقبال نيتنياهو فى نهاية ولايته.
• ماذا عن حجم الاقتصاد المتبادل بين إيران وأمريكا؟
التبادل التجاري طفيف للغاية، فالنشاط الاقتصادي الحالي فى السجاد والمكسرات، والاستثمار الأمريكي يكون فى المشتقات النفطية، والصناعات البتروكيماوية ولهذا تنفرد الدول الأوربية بالسوق الإيرانية، وهذا ما تشكوه الشركات النفطية الأمريكية، وخاصة أن المجتمع الأمريكي مجتمع رأسمالي، وهناك أكبر حقل نفطي ( بارس الشمالي) ما بين قطر وإيران قريب من ميناء بندر عباس تستهلك قطر حصتها، فى حين أن الحصة الإيرانية لم تستهلك بعد وحاليًا هناك شركات أوروبية فرنسية، قدمت عروض للتنقيب وهذا ما يثير ضجر الشركات الأمريكية التي تقف العقوبات الاقتصادية حائل أمامها .
• ماذا عن تأثير ملف الاتفاق النووي على الانتخابات الإيرانية؟
بالتأكيد، هي كانت إحدى أوراق الضغط من المرشحين المحافظين منهم إبراهيم رئيسي ومحمد باقر قاليباف على الرئيس الحالي حسن روحاني والذي تم إثارته خلال المناظرة قائلين:" إن روحاني وعد الناخبين فى الانتخابات السابقة 2013 بالانفتاح على الغرب وحل مسألة الاتفاق الإيراني، ولكن الاتفاق ما زال معلق ولم ينته بعد.
• ما توقعاتك للرئيس الإيراني القادم ؟
فرص حسن روحاني هي الأقوى، وإبراهيم رئيسي المنافس الأبرز والثالث محمد باقر قاليباف، وباقى المرشحين مير مصطفى سليم وجيهان كيرجى ليس لديهم علاقات دولية تؤهلهم لرئاسة دولة بحجم إيران تتيح لهم للتأثير فى القرار الدولي حيال القضايا المثارة.
• ماذا عن النشاط الحزبي أثناء الانتخابات الإيرانية ؟
هناك نشاط حزبي، ولكن هناك تكتلات سياسية مع كل تيار وكل مرشح له تيار يدعمه، ولكن النشاط مهمش بشكل أو بآخر، وتأثير الأحزاب فى الشارع تأثير ضعيف، والأحزاب الإيرانية أحزاب هشة معظم التحركات السياسية طبقا للتيار سواء كان إصلاحي أو محافظ أو معتدل.
• كيف تستمر ولاية الفقيه مع رئيس الدولة ؟
النظام الإيراني له نوع من الخصوصية، فلا يجب أن نقيس الديمقراطية الإيرانية على الديمقراطية الفرنسية والأمريكية، في الدولة لها خصوصية شديدة جدًا، حيث أنها تتميز بمزج التجربة الديمقراطية الحديثة مع الثقافة الفارسية، الولي الفقيه وله مساعدين تكنوقراط تنفيذين، ويرون أن الوزراء موظفين لديهم فهو نظام يشبه النظام المصري، المرشد هو رأس الدولة كأي رئيس دولة، ورئيس الدولة بمثابة رئيس الوزراء فيما يخص اختصاصاته فهو يعتبر تغيير مسميات. الانتخابات الإيرانية بصدد انتخاب رئيس وزراء للدولة، وإتاحة الفرصة للإيرانيين حقهم فى انتخاب رئيس الوزراء و مجلس الخبراء الذي ينتخبه، الشعب الإيراني هو من يختار المرشد.
• لماذا انتخابات إيرانية للرئاسة فى حال وجود المرشد؟
نوع من الزخم السياسي فالإيرانيين حريفة، فى النظم الديمقراطية كالدنمارك وفرنسا نسبة المشاركة لم تتعد 60%، في حين أن 88% نسبة المشاركين فى آخر انتخابات الرئاسية فى إيران، فهذا أشبه بتحدي داخل كل إيراني يتعلق بالنزعة الفارسية، وإعلاء اسم الدولة كأمة تقود العالم.
• هل ستعاد حسابات المرشد بناءًا على الرئيس الإيراني القادم؟
لا يؤثر كثيرًا، وبالرغم من التأييد الواضح، من المرشد للمرشح إبراهيم رئيسي، إلا أن أى رئيس يدين بالولاء للمرشد الأعلى طبقًا للدستور الإيراني.
• طالما المرشد مسيطر على مفاصل الدولة فلماذا كانت هناك محاولة لتزوير انتخابات 2009؟
إيران ليست طهران وأحمدي نجاد له شعبية فى الأقاليم، فنجاحه ليس شبهة تزوير ولكن محاولات التزوير جاءت بعد إجازة مير حسين مسوى ومهدي كروبي من قبل مجلس صيانة الدستور، ولكن أثناء اللقاءات مع حلفائهم و مؤيديهم رددوا بعض الأفكار التي تحمل معاني لتغيير شكل السلطة، فجاءت محاولات التزوير حتى لا يكون هناك شكل من أشكال الخروج على المرشد.
• إذا حان للصدفة موعد وجاء رئيس الدولة ضد منهج المرشد؟
مستحيل، لأن من شروط الترشح لرئاسة الجمهورية، أن يكون مؤمنًا بولاية الفقيه حتى يجاز من مجلس صيانة الدستور، والدليل عن أى خروج ولو طفيف عن خط المرشد يتم التنكيل بالرئيس كما حدث مع محمود أحمدي نجاد فى نهاية فترة رئاسته ، صلاحيات المرشد وفقًا لدستور89 تفوق صلاحيات قصيرة، ولكن هناك شكل ديمقراطي، ولكن جوهر السلطة إمبراطوري بشكل أو بآخر، وخاصة أن السياسيين ولا أوساط الشارع لا تطالب بتعديل الدستور أو صلاحيات المرشد
• من المرشد القادم للدولة الإيرانية ؟
محمود الشاهرودي، حسن روحاني، إبراهيم رئيس، أحمد خامنئي، حسن الخميني،أحمد جنتي، هم أغلب مرشحي المرشد القادم فى ما يستدعي تغيير المرشد الحالي، والذي يختص بذلك هو مجلس الخبراء الذي تتكون أغلبيته من التيار المحافظ، يأتي المرشد بعد انتخابه من مجلس الخبراء بعد أن توافق عليه مؤسسة الدفاع الحرس الثوري والاطلاعات .
• ما وضع المرأة الإيرانية فى ظل هذا الزخم السياسى؟
هناك نائية رئيس دولة امرأة، ومحافظة ولها تواجد فى البرلمان، والأحزاب ولكن مجلس صيانة الدستور يرفض تولي المرأة ليست صريحة ولكن ضمنيًا، ولكني بعد عدة أبحاث أن وضع المرأة الإيرانية أفضل مما هو عليه من قبل.
• ما تقييمك لملف الحريات بإيران؟
ملف الحريات ملف قاسي جداً وعنيف تجاه النشطاء والصحفيين والمعارضين السياسيين، فهناك سجن بدون أحكام قضائية لسنوات طويلة جدا، فهناك سجن ايفين فى شمال طهران مخصص للمعارضين السياسيين الإيرانيين من الديانات غير الإسلامية كالمسيحية واليهودية وهناك أحكام شرطية بالإعدام كمأمور سجن يحكم بالإعدام وتم دفنه، فالسيا سيان مير حسين ومهدي كروبي حيث تم ذكرهم أنهم ما زالوا فى الإقامة الجبرية لمدة 8 سنين فى عهد روحاني الذي لم يستطيع أن يفك هذا الحصار من عليهم حيث أن الملف ليس من اختصاصات وصلاحيات روحاني
• ما مدى تأثير التيارات السياسية بإيران ؟
المواطن الإيراني مواطن شيعي شديد التدين فالايرانيين فى الشاه نامه اثنوا على عمر بن الخطاب، ولكل مواطن مرجع خاص به بنوع من الأمان أن يتولى المرجع الخاص به أمور الدولة حيث أن لكل مواطن أن يدفع خمس الذكاة لمراجعة وحتى تلك المراجع مؤمنه بولاية الفقيه.
• ما دلالة معارضة الانتخاب إلكترونياً؟
لأنه يقف حائلا أمام التزويرأو التلاعب فى النتائج، لكنه يجب أن يظهروا فى المجتمع الدولى والداخلى مجتمع متماسك وذلك يبرز التعقيد فى المجتمع الإيراني.
• ما تداعيات الانخراط الإيراني فى المنطقة العربية ؟
بالتأكيد له تأثير كبير، وخاصة ان المرشد ينفق الكثير فى عمليات التسليح علي أثر ذلك التدخل في المنطقة العربية والحروب بالوكالة التي يجريها على الأراضي العربية، وذلك وفقًا للنزعة الفارسية، والحكومات تعمق من هذه النزعة حيث تنقل ساحة الصراع الداخلية إلى صراعات خارجية فينشغل الإيراني بالمغامرات الإيرانية على حساب المشاكل الداخلية للدولة ، وتتمثل تلك المشكلات في التنمية حيث أن إيران 31 محافظة كبرى المحافظات هي طهران شيراز همدان وأصفهان وتجارة السجاد قلت بسبب العقوبات الاقتصادية، ولذلك زاد من المشاكل الاجتماعية ، بالاتفاق النووي قد يحسن من الأوضاع الاقتصادية التي تباعاً ستؤثر على مشاكل المجتمع الإيراني.
• ماذا عن الإعلام الإيراني؟
ينقسم إلى رسمي خاص بالدولة و شبه رسمي خاصة جنرالات الحرس الثوري موالية للنظام والإعلام المعارض خاصة الإصلاحيين، ومن يعارض بشدة فله الحبس فبنت هاشمي رفسنجاني حبست على إثر ذلك وتم اعتقال ابنه بسبب مقال وما يدل على وجود معارضة ولكن يتم السيطرة عليها بين الحين والآخر.
• هل من المتوقع التعاون ما بين إيران والصين لمواجهة غوغائية ترامب؟
الصين المستورد الأول من إيران بما يقارب 6 مليار دولار طبقا لإحصائيات البنك الدولي، وخاصة أن إيران بوابة الشرق الأوسط كما تري الصين، وكذلك إيران أهم محور فى طريق الحرير تاريخا والتفاهم الثنائي بين الدولتين موجود بالفعل ولا يستبعد من التعاون ضد أعدائهم.
• الاختلاف ما بين مصر والسعودية هل هو اختلاف سياسي أو عقائدي ؟
الاختلاف بينهم اختلاف أمني، لأن الدولتين تربطهم ملفات أمنية مثل ملف اغتيال السادات والذي جعل إيران تؤوي عائلة الاسلامبولى، وتسمية أحد شوارع طهران على اسمه، بالإضافة فى الثمانينات الحرب الأفغانية الروسية ، فكان يكون تبع الأفغان مصريين فأوت إيران بعض المجاهدين وتحاول إيران تجنيدهم بشتى الطرق ، فكان ما يتم من الاتفاقات الأمنية لا تلتزم بيه ايران ،ايران تتجاوز حدودها الاستراتيجية مثل ما يحدث فى اليمن والاستيلاء على مضيق الأمن الذي يعيق حركة الملاحة بقناة السويس الجيش السوري جزء من الجيش المصري ولذلك مصر لا تقبل العبث بالجيش ولا بحل سوريا وان تم ستقام داعش دولة حيث أن تقسيم خارجي سينقسم إلى الداخل.