تحيا مصر : العرابة 27 .. صندوق السعادة (طباعة)
العرابة 27 .. صندوق السعادة
آخر تحديث: الخميس 11/05/2017 12:20 م
سارة حجازي سارة حجازي
تعددت الأبحاث في أسباب السعادة وتنوعت بين المال، و الزواج أو الحب و النجاح و تحقيق الطموح ... إلخ
قال الباحثون إن من يقضي وقت أقل بمفرده أكثر من سعادة من هؤلاء الذين يقضون وقت اكبر بمفردهم كما أكدوا أن النساء أكثر حزنا وسعادة من الرجال، أي أنهم حين يحزنون يصلون لدرجات حزن أقسى مما قد يصل لها الرجال، وحين يشعرون بالسعادة فإنهن يرتقين إلى درجات من السعادة قد لا يصل اليها الرجال.
يختلف الباحثون حول اسباب السعادة، لكنهم اتفقوا على أن المتدينين هم الأقرب إلى السعادة ، وأن أملهم في الخير و الامان من خالقهم يجعلهم بمنأى عن الحزن و الاكتئاب، ويعزز لديهم الشعور بالأمان والاستقرار مهما تقلبت أحوال الحاضر الذين يعيشون فيه، مما يجعلهم يصلون إلى درجة من الرضا والتسليم تصيبهم بقدر كبير من السعادة لا يزول بتغير الحال.
بعيدا عن الجنس أو النوع، فإن الإنسان بطبيعته يبحث عن السعادة، حتى يجدها يجب أن يبتعد عن منغصات هذه السعادة، و لن يستطيع التخلص من المنغصات دون أن يقوم بتحديدها.
هنا سينقسم الأفراد إلى جزئين، بصرف النظر عن نسبتهم، ستجد جزء يعتقد أنه بإمكانه تحديد منغصات سعادته والتخلص منها والابتعاد عنها بقدر يسمح لهم الشعور بالسعادة ولو بقدر، اما الجزء الاخر سيرى أنه يستحيل الابتعاد عن هذه المنغصات و أنها جزء لا يتجزأ من حياتهم ، و الابتعاد منها درب من دروب الخيال.
أي كان القسم الذي تنتمي إليه عزيزي القارئ، إليك هذه الفكرة القابلة للتطبيق بسهولة، سنطلق عليها "صندوق السعادة"
تعريف الصندوق في المعجم هو وعاءٌ من خشبٍ أَو معدن ونحوِهما تختلف الأَحجام، ويستخدم للحفَظُ فيه (بداخله)
تعريف السعادة في المعجم هي : فرَحٍ ، ابْتِهَاجٍ، أيْ كُلُّ مَا يُدْخِلُ البَهْجَةَ وَالفَرَحَ عَلَى النَّفْسِ كيف تحتفظ بالسعادة في صندوق ؟
لماذا تحتفظ بالسعادة في صندوق؟
كيف تحصل علي الصندوق الذي يستوعب السعادة؟
وأين تحفظ هذا الصندوق ؟
متى تفتح هذا الصندوق ؟
أيهما تحب أكثر الأغاني والأفلام ؟
أي كانت إجابتك، سنفترض أنها الأغاني، ستقوم باختيار أغنية جديدة لم تتعرض لها أذنك من قبل، أي صندوق فارغ لا يحمل أى من المشاعر السلبية و الايجابية، ثم تختار وقت مناسب.
هذا الوقت يجب ان تكون هادئ نوعا ما لا تشعر بأي انفعال سلبي أو حتى ايجابي، ثم تقوم بتهيئة الجو العام المحيط بك من اضاءة و رائحة محببة إلى نفسها ثم تقوم بإغماض عينيك مستمعا إلى هذه الأغنية تاركا العنان لخيالك للذهاب أينما تاخذك الكلمات والنغمات.
استمع إلى الأغنية عدد من المرات ولتكن لمدة 15 دقيقة مثلا، ثم تقوم بإغلاق الصندوق أو الأغنية و الاحتفاظ بها، لحين الحاجة. وعندما تشعر بالضيق أو يهاجمك أي نوع من المشاعر السلبية تقوم الاختلاء بنفسك لفتح الصندوق للحصول على قدر من السعادة.
حجم هذا الصندوق قابل للزيادة، فقد تزيد من عدد الأغاني أو قد تضيف فيلم حسب اتساع الوقت المتوفر لديك، فكلما زاد حجم الصندوق الذي تضع بها احتياطي السعادة كلما قل اصابتك بالمشاعر السلبية، وكلما زادت قدرتك على محاربتها.
هذا الصندوق يجب أن يكون فردي، خاص بك أنت، وأنت فقط، لأنه إذا ارتبط بشخص آخر لن تستطيع الحصول عليه وقتما شئت، وسيكون قدر السعادة الذي تضعه بداخل الصندوق ناقص لا يكتمل إلا في وجود الآخر.
العرابة بتقولك
خلي سعادتك في ايدك، و حط صندوقك في جيبك