صممت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي العديد من الفعاليات المستوحاة من التراث العريق ضمن "مهرجان الظفرة البحري" لتكون بطابع تعليمي ابتكاري هادف، حيث خصصت اللجنة ركن خاص بالابتكار في انتاج الطاقة من الرياح وعمل مراوح من خلال إعادة تدوير الأطباق الكرتونية المستعملة والعلب البلاستيكية وغيرها، فضلاً عن تصميم العديد من الأشكال الفنية لأغراض الزينة المنزلية والحلي وما شابه، وذلك  من خلال الصدف الذي يتم جمعه من شواطئ مدينة المرفأ.

وقالت ليلى القبيسي، مشرفة قرية الطفل، إن اللجنة وكجزء من برامجها المتنوعة والجديدة أطلقت ركن الابتكار وإعادة التدوير  في هذه الدورة، وعمدت إلى اختيار موقع متميز في قلب المهرجان ليشارك بهذا الركن جميع المشاركين، والذين يصنعون بأناملهم الأشكال التي تناسبهم من إعادة تدوير الصدف والقطع الكرتونية والبلاستيكية، حيث يقوم المشرفين على الجناح بتدريب المشاركين وتعليمهم كيفية التعامل مع المواد المتوفرة وصنع أشياء ذات قيمة، وكذلك استغلال الرياح لإنتاج الكهرباء من خلال عمل مجسمات لمراوح مزودة بمولد صغير يستطيع اضاءة أحبال الانارة التي أضيفت لأعمالهم الفنية، فضلا عن إستخدام ألوان العلم الإماراتي في تصميم هذه المراوح التي تعمل بحركة الرياح.

وأضافت القبيسي أن المشاركين يصنعون ما طاب لهم ويتعلمون العديد من الفنون التراثية والابتكارية ذات النفع، ويتعلمون مهنة جميلة من خلال معرفة المبادئ العامة لصناعة الزينة من الصدف، حيث يتم تدريبهم على صناعات تتعلق بالزينة المنزلية (مثل عمل ثريا وتزويدها بمصباح كهربائي، أو حبال زينة والتي يتم استخدامها كستارة على الأبواب، وعمل صندوق لحفظ الإكسسوار، وصندوق للمناديل، وتلوين الصدف، وعمل صناديق كأواني لتقديم الضيافة وغيرها)، وكذلك تعليمهم صناعة الحلي من أساور وأطواق وسلاسل وميداليات للمفاتيح وغيرها.

وأشارت إلى أن هذه الأعمال هي ملك صانعها وذلك لتكون تذكار جميل يحملونه معهم إلى بيوتهم، حيث يجمع الجناح أفراد الأسرة (الأطفال والنساء والرجال) في موقع واحد ليشكلوا لوحتهم الخاصة بهم، فهناك طفلة تصنع سريرا للعبتها، أو طوق يزين عنقها، وربة منزل تصنع قطعة فنية لأغراض منزلية وأخر يصنع ميدالية لمفاتيح سيارته أو يجمع الصدف ليساعد أسرته في استكمال أعمالهم التي بدأوها بعد تعلمهم فنون المهنة من المشرفين، فيما يسأل أطفال عن كيفية تحويل الرياح التي يطيرون بها طيارتهم الورقية إلى طاقة كهربائية، ليتعلمو ذلك خطوة خطوة حتى يصبحوا بارعين فيها.

وأفادت أن الأعمال الفنية والطرق الابتكارية التي صنعت ضمن ركن الابتكار وإعادة التدوير  في مهرجان الظفرة البحري، كانت تفوق التوقعات، وابهرت المشرفين على الركن والذين يقومون بتدريب وتعليم المشاركين مهارات التصميم وإعادة التدوير وغيرها، حيث صنعت لوحات فنية رائعة، وأخرون صنعوا السلاسل والأطواق والاساور والميداليات بكميات وباتوا يبيعونها ويجنوا منها الأرباح، وأطفال أبدعوا في صناعة المراوح المولدة للطاقة، وأصبحوا جزء من فريق الاشراف ويساعدونهم في تعليم الأخرين .