تحيا مصر : دعك من إعلامهم فأنت الأمير (طباعة)
دعك من إعلامهم فأنت الأمير
آخر تحديث: الإثنين 24/04/2017 02:53 ص
محمد رأفت فرج محمد رأفت فرج
"هذه ربابتى وهكذا أغنى"
من طين قريتنا ومن أحجارها.. مما أباح الليل من أســــــــــرارها
من شال سيدة هناك فقيرة.. نامت عيون النهر ملء جــــــرارها
ولدا أتيت معمدا بقصيدتى.. وفمى نبى خارج من غـــــــــــــــــارها
أشدوا فيمتد الربيع محبة.. وتشب أرض الله عن أســــــــــــــــــوارها
بتلك الكلمات البديعة، تعرفت على "أمير الشعراء" حسن عامر عن قرب، نعم حدثني عنه زميلي بالجريدة ياسر الشيمي، بفخرٍ ظننته "مبالغ"، عندما أخبرني في بدايات مارس الماضي بفرحة صادقة وبنبرة طفولية، حين قال، "ياريس ابن عمي ينافس على جائزة أمير الشعراء"، ومر عليَ الأمر حينها مرور الكرام، ولم ألقي له بالًا، إلى أن ساقتني الأقدار بإحدى الحلقات التي شدا فيها بالأبيات المذكورة، معلنا استحواذه على القلب واللب معًا، لأشعر بالخجل لإستخفافي بمشاعر صديقى من ناحية، وعدم دعمي قبل ذلك اليوم لـ"إبن النيل" من ناحية أخرى.
أقولها بكل صدق وثقة، لقد ربح حسن عامر، بتلك اللوحة البديعة التي يرسمها أهل محافظة الأقصر، لتثبت للدنيا بأسرها عظمة الجنوب، وهنا لا بد ان أسجل اعتراف واعتذار آخرين، فبحكم مولدي ونشأتي في محافظة القليوبية، وعلى الرغم من المجتمع الريفي، إلا أننى لم أشاهد من قبل مثل هذا التكاتف الرهيب والإخلاص الفريد، خاصة أنه في أمر ثقافى عميق، فالمجتمع الصعيدي دائمًا يقف وقفة رجل واحد فى الـ"مصائب"، ولكن أهل قرية صغيرة فى أطراف مركز إسنا، تحدث خلل فى قوانين الأرض، ضاربين مثل وقدوة لكل مبصر، لعله يتعلم كيف يكون الحب والوفاء.
والغريب والعجيب والمريب، أن الدولة المصرية، بكل إمكانياتها الثقافية الهائلة، على الصعيدين الرسمي والخاص، لم تحرك ساكنًا ولو حتى عن طريق دعم معنوي، فهذا الشاب الجنوبي، لم تنبس قناة فضائية واحدة ببنت شفة، معلنة دعمها للمصري الوحيد المنافس بأكبر مسابقة للشعر في الوطن العربي، تاركينه لطينه الذي جاء منه، غير مدركين أن هذا الطين أنقى وأطهر من كل إعلاميو الفضائيات المصرية، فأحد الأصدقاء المحبين والداعمين لهس وراء معدي ومراسلي برامج الـ"توك شو"، وللأسف قد أسمعت من ناديت حيًا ولكن لا حياة لمن تنادي، تاركين قرية واحدة فى المواجهة مع دول كبرى مثل السعودية، والعراق، وموريتانيا، وعمان، وهو ماجعل حسن يتربع على عرش القلوب رغم أنف الكارهين والمنتفعين.
ولأن الإبداع لا يقاس بمكافئة مالية، فقد أعلن أبناء قرية "الحميدات شرق"، نجاح ابنهم بإكتساح، مؤكدين حصوله على لقب أمير القلوب عن جدارة واستحقاق، كاشفين جهلاء الإعلام أمام أنفسهم، وعلى الرغم من إصدار تلك الطبعة قبل الإعلان الرسمي عن النتيجة، ولكننا في "تحيا مصر" نعلنها، كم تمنينا أن نكون شعراء لنتشرف بتنصيبك أميرنا، دون انتظار مساندة أو دعم مبنيين على نفاق أو زيف، والغريب أنهم سيلهثون وراءه فى محاولة التقاط مجرد صورة بعد اقتناصه اللقب.
كشف حسن عامر، حالة النفاق والعُهر الإعلامي الذي نعيشه، وهو الشخص الوحيد الذي يستطيع، رسم البسمة على شفاه المصريين، بحمله علم بلاده مرفرفًا خفاقًا بإمارة أبو ظبي فى دولة الإمارات الشقيقة، وبعيدًا عن الشعور القميئ الذي ينتابني بذكر الإعلام، المؤكد والمثبت والدامغ فوز حسن عامر بالإمارة بصرف النظر عن نتيجة المسابقة، فيكفيه ما يفعله أهله في قريته ومحافظته، وهو ما يحتاج لحلقات وحلقات لوصفه، ولن نستطيع إيفائهم حقهم أو نصيفه، وأقول بكل صدق، هنيئًا لكم بأميركم، وهنيئًا لحسن بكم، وفمن يملك أهل مثلكم قطعًا من الرابحين.
فليس غريبًا على الأقصر التي ينتمي إليها شيخ الإسلام الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، أن يخرج منها أمير الشعراء، ففي الوقت الذي فتح فيه الإعلام نيرانه علي شيخ الأزهر، وتفرغ في محاولات دنيئة لهدمه هو.. هو نفس الإعلام الذي غض الطرف متجاهلًا رمزًا جديدًا من رموز مصر، حاول أن يرفع علم بلده ورايتها في محفل من المحافل الدولية، كما فعلها من قبل سلفه الأمام الطيب.
فتحية لأمير شعراء العرب وتعظيمًا وإجلالًا لشيخ الإسلام والمسلمين.