تحيا مصر : فلنصل جميعًا من أجل الوطن (طباعة)
فلنصل جميعًا من أجل الوطن
آخر تحديث: الأربعاء 12/04/2017 04:19 م
محمد رأفت فرج محمد رأفت فرج
استيقظ المصريون صباح يوم الأحد الدامي، الموافق ٩ ابريل ٢٠١٧، حيث تّعمّدّ بالدم من أبناء الوطن، عشرات الشهداء والجرحى، من أقباط ومسلمين، في داخل وأمام كنيسة ماري جرجس في مدينة طنطا، والكاتدرائية المُرقسية في مدينة الاسكندرية، وهم يحتفلون بأحد السعف، أول أيام أعياد أقباط مصر، رحم الله شهداء الوطن، من كل دين ومذهب، من أطفال ورجال ونساء وشيوخ.
نار مشتعلة واجساد متفحمة، دماء سائلة، رائحة الموت تزكم الأنوف، أذان لا تسمع إلا صرخات، منتشرة فى كل مكان، بيانات استنكار مكتوبة وجاهزة، لا يتغير فيها إلا الأماكن التى تم فيها التفجيرات، وكأننا كتب علينا نطل بوجوهنا الكلحة فى مشاهد متكررة، بدموع متحجرة، نظرًا لكثرة جريانها، تحولت لغضب مكتوم وصوت مبحوح، من قِبل المعزين، لا نملك إلا التعاطف والدعاء للشهداء بالرحمة، دون أن نحاسب أنفسنا، ونضع روشتة علاج علمية صحيحة.
تحولنا إلى بركان متجمد، اختار بإرادة مغلولة أن يظل ثابتًا عند نقطة انفجار محتومة، نبكي ونصرخ ونترحم، وننتحب تحت الخشبة التي تحمل أشلاء جثامين طاهرة، ليس لها أدنى ذنب إلا الصلاة، أو العمل، أفكار مهترئة وضعها متسلفون فى ثقافة قاتلة بأن نسلم أن قتلاهم فى الجنة وامواتنا في النار، وهناك من لا يملك ذرة عقل أو جزئ يصدق ويخطط ويؤمن ويتصرف وينفذ، مستخدمًا حزامًا ناسفًا ممنيًا نفسه بالفردوس الأعلى.
المؤكد الوحيد بعد كل جريمة، أن الإسلام براء مما يفعلون، فالدين الذي يحافظ على الإنسانية، ويدعوا للمودة والرحمة، لا يحض على القتل، والقرآن صريح والأحاديث واضحة لمن يريد أن يبصر، فبقدر ألمنا لما آلت إليه الاعتداءات، يكون ألمنا من الظلم والتعدى على الإسلام والمسلمين، وجميعنا يعلم أن المقصود هو زعزعة تلاحم الجسد الواحد عن طريق الفتنة الطائفية.
إذن ما يجب علينا القيام به هو الدعاء بالرحمة والمغفرة للشهداء، وان ننأى بأنفسنا ان نتحول لإرهابيين دون شعور، فالإرهاب نوعان، الإرهاب بالقتل والإرهاب بالكلمة، الأول : سلاحه القنبلة والحزام الناسف ، والعربة المُفخخة، والثاني : سلاحه التضليل والخداع والاّدعاء الكاذب، الأول عناصره، هُم كل زبانية الأرض من أتباع النُصرة وداعش ومن هُم على شاكلتهم، والثاني، هُم مُدّعيّ الحكمة، وكذابي الزفّة، وتجار حقوق الانسان، وبعض مُدّعي الخبرة في عالم الأمن والشؤون الاستراتيجية .
اللهم أرحم الوطن من هؤلاء وهؤلاء، هُم المرض الخبيث الذي يقتل بالغدر، ويُبرر بالإدعاء والكذب والضلال، وليس كل من يطرح أسئلة منطقية حول الأمن وتواجده وفرضيته يتحول فى نظر الزبانية المتاجرون، إلى خائن وعميل، فكيف لمدينة مثل طنطا يحدث بها انفجار بجوار أحد مراكز تدريب الشرطة منذ أيام، ولا يتحرك الأمن ويقوم بواجبه الإنساني أولًا والمهني ثانيًا، فبدلًا من تشديد الرقابة والحراسة في يوم عيد الأخوة المسيحيين تترك الأمور هكذا كما رأينا وشاهدنا عبر الشاشات المختلفة، فضلًا عن علم الجميع بزيارة بابا الفاتيكان في أخر الشهر الجاري، وأخيرًا النداء الذي تقدمت به إسرائيل محذرة خلاله رعاياها من احتمال حدوث تفجيرات بمصر.