تحيا مصر : "من يحنو" على "نور عنيك" يا ريس؟! (طباعة)
"من يحنو" على "نور عنيك" يا ريس؟!
آخر تحديث: الإثنين 02/01/2017 03:23 م
محمد رأفت فرج محمد رأفت فرج
"إن هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه" كلمات أطلقها الفريق أول عبد الفتاح السيسى في أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو هذه الكلمات كانت للشعب بمثابة طوق النجاة أو قارب إنقاذ من جفاء الحياة عليهم، بل زادت شعبية الرئيس أكثر عندما أطل على رعيته بقوله "انتم متعرفوش إنكم نور عنينا ولا إيه"، فشعر الشعب بمزيد من الأمان متفائلين بالرخاء الذي سيعم البلاد، ولا شك أن البلاد تشهد طفرة كبيرة في البنية التحتية ومشروعات عملاقة ولكن بالتوازي الشعب يستغيث وكأن الشعب إلى الآن لم يجد من يحنوا عليه ومن يخرجه من بوتقة الغلاء واستغلال التجار
لقد كتبت في مقال سابق بعنوان أنا مصري يا حكومة أن في كل شعوب الأرض وظيفة الحكومة هي خدمة الشعب، همها وشغلها الشاغل هو كيفية مساعدته ورفع المعاناة عنه كي يستطيع أن يعيش بكرامة وآدمية،ولكن الحكومات في بلادنا هي التي تقوم بتصدير الأزمات للمواطنين وتطالبهم أن يتحملوها لأن الظروف التي تمر بها البلاد عصيبة على الجميع، وأنا أقصد بالجميع هنا الشعب فقط لكن هناك أشخاص يعتبرون أنفسهم أسياد الشعب.
المواطن يطالب الرئيس والحكومة بأبسط أسباب الحياة والعيش في أن يجد شربة ماء يرتوي بها لا أن تقطع عنه المياه بالأيام فلا يجد من الماء ما يروى به ظمأه ولا يسد حاجته الضرورية فيلجأ إلى " دق طلمبات حبشية" ليشرب مياهاً جوفيةً تصيبه بعد ذلك بأمراض الفشل الكلوى وأمراض الكبد ناهيك عن السرطانات فيلجأ إلى وزارة الصحة التى بدورها لا تستطيع علاج هؤلاء جميعاً، وعندما يدخل إلى أحدى المستشفيات الحكومية يطالَب بشراء الأدوية حتى السرنجات والأمثلة على ذلك كثيرة سواء فى المستشفيات التعليمية أو الحكومية ناهيك عن الذل داخل مستشفيات التأمين الصحى، ولقد عجبت عندما قرأت استغاثة فى منتصف الأسبوع الماضى لجمعيات المستثمرين فى مصر بأكملها يطالبون الرئيس بالتدخل لأنهم يعانون وحتى لا تعلن شركاتهم افلاسها قلت فى نفسى ولزملائى إذا كان هذا هو حال المستثمرين فكيف بالرجل البسيط الذى يتقاضى معاشاً بسيطاً كان لا يكفيه قبل ارتفاع الأسعار فكيف حاله الآن.
لا شك أن الجميع مطالب بالوقوف خلف البلاد للنهوض بها وأقول هنا الجميع وليس الشعب فقط هو الذي يتحمل، على الوزراء أن يتحملوا وكذلك كبار رجال الدولة من المستشارين والقيادات،فلا يستأثر فريق دون آخر بثروات البلاد وبقية الشعب جوعى لا يجدون ما يسد رمقهم، فليس من العدالة أن يتحصل موظف على رشاوى تقدر بـ 150 مليون جنيه ولم يشبع بل ينتظر مزيداً من الرشاوى وهناك من يبحث عن 150 قرش ليشترى خبزاً يطعم به أبناءه وبعد أن يأكلوه يقولوا الحمد لله اللهم زدها نعمة واحفظها من الزوال.
يا ريس إلى الآن الشعب لم يجد من يحنوا عليه