تحيا مصر : العرابة (طباعة)
العرابة
آخر تحديث: الجمعة 02/12/2016 01:40 م
سارة حجازي سارة حجازي
صندوق الباندورا
يحكى فى الأساطير الإغريقية أن " زيوس " أراد أن يتحكم فى برومثيوس ، أول رجل على الارض ، فكر مليًا حتى وصل أن الحل الأمثل هو الأنثى .
" الباندورا " هى أول أنثى على الأرض ، ومعنى اسمها " الموهوبة " !
يقال أن " زيوس " وضع صفات عديدة فى هذه المرأة مثل : الجمال الاخاذ ، الثراء ، القلب المخادع ، اللسان الكاذب .. ثم تسابقت المعبودات فى منحها العطايا ، قامت " أثينا " بالباسها ، و " أفروديت " أعطتها الجمال ، ومنحها " هرمز " النطق والحديث وأعطاها " زيوس" الحيوية ، ثم تزوجت وأعطيت جرة ، عرفت بإسم جرة الباندورا ، أو صندوق الباندورا.
قام زيوس بتحذيرالباندورا من فتح الصندوق تحت أى ظرف من الظروف ، كانت الجرة أو الصندوق تتميز بشكل جميل غامض مثير للفضول .
وفى يوم انتهزت باندورا نوم زوجها وأخذت تتأمل شكل الصندوق أو الجرة ، وبسبب الفضول الذى كان من ضمن مكونات الباندورا ، قامت بفتح الصندوق ، و قد كان ... أطلقت كل أنواع الشرور : الطاعون ، الندم ، سوء الحظ .. إلخ
ليس هذا كل شىء كان الامل فى أخر الصندوق ينتظر الخروج حين فزعت باندورا من فعلتها و خشيت العقاب ، فأغلقت الصندوق ..

هذه القصة الاسطورية تصور كثيرًا من ملامح حياتنا وصفاتنا الشخصية ، فأعتى الرجال واكثرهم تجبرا قد تتحكم فيه إمرأة ، بصفاتها المعروفة ..
إذا ما قمنا بتحديث الاسطورة لتنطبق على حياتنا سنجد :
أحدهم يريد الإنتقام ممن هو ذو سلطة أو جبروت فيسلط عليه إمرأة ، ويقوم بانتقاء هذه الأنثى جيدأ ، يجب ان تكون جميلة متفجرة الأنوثة لتستطيع أن تستحوذ على الرجل المقصود .
إذا أراد أحدهم أن يتزوج فمن الأسهل أن يبحث عن أنثى جميلة ، ثرية حتى لاتشكل عبئًا عليه وتساعده على اجتياز الصعاب ، وبسبب الصفتين الاساستين قد يغفل ان كونها ذات لسان سليط ، وقد يحب الرجل صديقته التى يشعر معها بالألفة ، وعندما يقرر الزواج يبحث عمن هى أجمل او لديها إرث تستند عليه ، ويتغاضى عن كون قلبها لعوب .
لا تريد الأم سوى زوجة جميلة وثرية لابنها المصون ، بصرف النظر عن كونها سليطة اللسان او كاذبة القول .
الفلب المخادع ، اللسان الكاذب ، الفضول ، التسرع ، انعدام الحكمة ، كلها صفات لا تظهر إلا بالمواقف و العشرة الطويلة أما عما هو ظاهر ، فستجد ما تحب ان تراه عينيك من جمال أخاذ وثراء فاحش .
هذا بالنسبة للرجل اما عن المرأة فيجب ان نعرف عنها انها بكل ما قد تمتلك من مواصفات أصلية فى صفات جسدها وأصلها و نسبها وإرثها ودينها بالاضافة إلى مؤهلاتها التى تحصل عليها بإرادتها من أخلاق و علم قد تصاب بالملل وتذهب الى ماهو ممنوع بفضول يشبه فضول الاطفال الذين اذا منعتهم من الاقدام على فعل شئ لخطورته فلن يقتنع الا اذا تذوق قدر من هذا الخطر ومن ثم يفزع ويسرع إلى التخلص من أثار الجريمة .
هذه هى المرأة تستشيط فضولا امام الغامض والممنوع ، فاذا حذرتها من شىء ، عليك بإعطائها المعلومة كاملة ، أى سببب التحذير وعواقب الفعل إذا أقدمت عليه .
إذا لم تجد المراة حبيب تتأمله وتتفحصه و تعبث بمكنونات نفسه ، قد يدفع بها الشغف إلى أى شئ أخر ، وإن كان حيوان أليف أو شئُ جامد .
إذا شعرت إنها ليست فى دائرة الإهتمام التى يضعها حبيبها نصب اعينه قد تخطو بأرجلها وبكامل إرادتها نحو الهلاك ، وقد يعميها ذلك عن حبل النجاة ، فتغلق الصندوق ولاترى الأمل .
العرابة بتقولك :
" دور على الأمل و لو كل الشرور حواليك "