تحيا مصر : مريم رجوي.. وجه إيران الحرة (طباعة)
مريم رجوي.. وجه إيران الحرة
آخر تحديث: السبت 15/10/2016 03:01 م
أبو بكر أبو المجد أبو بكر أبو المجد
كثيرون من شعوب عالمنا العربي والإسلامي لا يقتربون من إيران ، ولا يتوغلون في أعماقها ولا يعرفون كثيرا عن أحداثها ومجريات أمورها ، فإذا ذكرت إيران في وسطنا العربي تذكرنا قشورا وعناوينا منها الثورة الخومينية ضد الشاه والحرب العراقية الإيرانية والتشيع الإيراني والأحواز والخلافات الغربية الإيرانية .. ؛ لكن يعزف غالبية شعوبنا العربية وللأسف عن الإلمام بأي من هذه القضايا ليعرفوا حقيقة الدولة الإيرانية ومن ثم يمكنهم بحق الحكم عليها وعلي سياساتها .

وما أنا وما أنت أخي القارئ إلا أحد هؤلاء الذين لا نعرف إيران حق المعرفة ، ويجب أن نعرفها ونقترب منها نظرا للمتغيرات الكثيرة والعظيمة حولنا والتي دفعت بعضهم للمطالبة بعلاقات تامة متمة علي كافة المستويات مع إيران .

ونحن سنسعي في مقالاتنا استعراض بعضا من معاناة الشعب الإيراني في ظل النظام الملالي ونتناول أخبار المقاومين لحكم الفقيه فيها ، وذلك من منطلق أن الآلة الإعلامية القوية للنظام الملالي والذي يمول سرّا وجهرا أكثر من قناة إخبارية ودينية فارسية عربية وعربية عربية لنقل صورة إيجابية عنه وعن مواقفه وسهل علي الكثيرين أن يعرفوا إنجازاته.

وبشرياته وجميل صنائعه ، ثم نترك الحكم للشعوب العربية والإسلامية لتري وتقرأ وتحكم أيستحق هذا النظام التعاون معه أم لا ؟!
ولنبدأ بإلقاء الضوء والتعريف المبسط بشخصية لم يسمع عنها كثير من أبناء الشعب العربي وهي السيدة مريم رجوي فهل أتاكم حديث مريم ؟ الآن يأتيكم .

مريم رجوي هي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية وكانت الصحيفة الأشهر في مصر مؤخرا صحيفة المصري اليوم قد نشرت حوارا مطولا معها يوم السادس من أغسطس آب الماضي بشرت فيه بقرب سقوط النظام الملالي وكان من بين عناوين الحوار السماوية ( الشعب يريد إسقاط الملالي ) ..

والمهندسة مريم رجوي هي من مواليد عام 1953 ، متخرجة من جامعة شريف التكنولوجية في طهران والتي عرفت مؤخرا بمظاهراتها ضد الديكتاتور أحمدي نجاد بحسب وصفهم احتجاجا علي تواجد مليشيات التعبئة (البسيج) في الجامعة للقيام بأعمال التجسس والقمع ضد الطلاب تحت مظلة طلب العلم ..!

قادت مريم الحركة الطلابية ضد النظام الملكي منذ منتصف الستينات مطالبة بالحرية والديمقراطية لأبناء الشعب الإيراني ، ثم انخرطت كذلك في العمل الإجتماعي واستمرت تؤدي دورها حتي بعد الثورة الخومينية عام 1979 ، ولم تفارق المعاناة بيت مريم رجوي لا في عهد الشاه ولا في العهد الخوميني حيث سجن أخيها وأعدمت أختها نرجس في عهد الشاه ، وأعدمت شقيقتها الصغري معصومة وهي حامل بعد تعذيبها ، وكذلك أعدم زوج معصومة في عهد الخوميني .

ونظرا للأوضاع القانونية والسياسية التي ازدادت سوء والتضييق الشديد علي الحريات ، وحرمانها من التمثيل النيابي رغم حصولها علي 250 ألف صوت لمجرد أنها مرشحة المعارضة الإيرانية ممثلة في مجاهدي خلق ، فقد اندفعت مريم لتقود احتجاجات وتظاهارات ال20 من يونيو حزيران عام 1981 .

وحاول النظام الملالي النيل من مريم وتصفيتها جسديا أكثر من مرّة غير أنه فشل ، حتي تمكن المقاومون في خلق من تهريبها إلي باريس التي تتخذها المقاومة الإيرانية مركزا سياسيا لها .

وترقت مريم رجوي في قيادة منظمة مجاهدي خلق حتي وصلت إلي منصب الأمين العام لها في العام 1989 ، وفي ظل قيادتها وحماسها تمكنت المنظمة من إيصال صوتها ورفع لواء قضيتها عاليا في سماء الحرية الدولية ، كما تمكنت من مضاعفة المشاركة النسائية في جميع أفرع وأنشطة المنظمة حتي صرن يمثلن اليوم ثلث أعضاء قاعدة جيش التحرير ونصف الأعضاء في برلمان المقاومة في المنفي ( المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ) ، وزرعت الصمود والقوة في قلب النساء قبل الرجال داخل المنظمة من أجل الصمود والتحدي للنظام المتجبر في إيران .

وتقديرا لدورها الواضح في تطوير حركة المقاومة الإيرانية ضد النظام الملالي المستبد في إيران فقد اختيرت في 28 أغسطس آب 1993 من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية رئيسة مقبلة لإيران في فترة انتقال السلطة للشعب .

مريم رجوي هي سيدة تؤمن بحرية الإنسان ولها منهجها الفكري الذي آمنت به ودافعت عنه طوال حياتها ، وهي تري أن الشعب الإيراني كان ولم يزل في أسر لن يطول ومشوار الحرية الطويل اقترب من نهايته ..!

مما سردناه يتضح لنا أننا أمام شخصية نسائية من طينة خاصة .. شخصية لها تفردها وتميزها .. شخصية صلبة صنعتها التجارب القاسية في مجتمع ملالي باطش . ومن هذه المقالة تعرفنا علي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وعن منظمة مجاهدي خلق وغيرها من القضايا المتعلقة بالحرية والعدالة في إيران الملالية مما يستوجب معه الإشارة إلي إضاءات جديدة من قلب إيران الخومانية .