تحيا مصر : ترمومتر (طباعة)
ترمومتر
آخر تحديث: الأربعاء 12/10/2016 02:16 م
محمد رأفت فرج محمد رأفت فرج
اغتصاب اللغة العربية فى بلد الأزهر ومجمع الخالدين
شعرت بمرارة شديدة وأنا أستمع إلى كلمة رئيس البرلمان الدكتور على عبد العال فى احتفال البرلمان بسبب الانتهاك الصارخ الذى حدث للغة العربية على يد الرجل وكلما رفع المجرور، ونصب المرفوع، وجدتنى كأن شخصاً يقذفنى بحجر كبير فى أم رأسى، ناهيك عن عدم إتقانه كيفية نطق الهمزة الموصولة والمقطوعة وعدم معرفته بالمفخم والمرقق من الحروف بالإضافة إلى عدم نطقه الحروف اللثوية " ث –ذ – ظ" نطقاً سليماً.
عندما يخطئ مواطن عادى فى قواعد اللغة العربية ربما يَهون الأمر، لكن أن يخطئ رئيس مجلس النواب ما يزيد على 165 خطأً لُغويًا خلال كلمته التى ألقاها بمناسبة مرور 150 عامًا على تأسيس مجلس النواب فهى كارثة بكل المقاييس.
مصر التى تشرف بوجود الأزهر، وكذلك تشرف بوجود أكبر مجمع للغة العربية فى العالم وهو مجمع الخالدين، وكذلك كلية متخصصة فى جامعة الأزهر تسمى باللغة العربية، وكلية دار العلوم فى جامعة القاهرة، والتى تخرج فيها عمالقة كبار لدرجة جعلت الإمام المجدد محمد عبده يقول فى حقها كلمات خالدة نقشت على جدرانها وهى " تموت اللغة العربية وتحيا فى كلية دار العلوم".
لغة القرآن ينبغى أن تحترم أكثر من هذا، ولا يتم التفريط فيها وإهانتها لهذه الدرجة، لأن القرآن الكريم قد جعل لها قدسية عظيمة، ارتقت إليها بقدسية القرآن كلام رب العالمين، لقد علمونا قديما فى الكُتاب وفى معاهدنا فى الأزهر الشريف أن الخطأ فى نطق التشكيل كارثة كبيرة، لأنها يؤدى بك إلى التضاد فى المعنى، وكانوا يستدلون على ذلك بقوله سبحانه وتعالى " إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء" فكانوا يقولون لفظ الجلالة فى الآية منصوب ومعناه أن العلماء هم أشد الناس خشية لله سبحانه وتعالى، وعلمونا أنه لو تغير النطق ورُفِعَ لفظ الجلالة لأصبح المعنى أنه سبحانه وتعالى هو الذى يخاف من العلماء ويخشاهم.
إن انحدار الثقافة اللغوية عند رئيس البرلمان أمر ما ينبغى أن يمر مرور الكرام، ولا بد أن يكون للأزهر ومجمع اللغة العربية دور فى وقف هذه المهزلة، فكيف بأستاذ جامعى متخصص فى القانون الدستورى يخطئ هذا الكم من الأخطاء، بحضور مجموعة من العلماء بالتأكيد على رأسهم رئيس اللجنة الدينية فى مجلس النواب الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والدكتور أسامة الأزهرى مستشار رئيس الجمهورية ونائب رئيس اللجنة الدينية بالبرلمان، بالإضافة لكونه أستاذاً بجامعة الأزهر، والدكتورة مهجة غالب العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، وغيرهم.
كان ينبغى على رئيس البرلمان قبل أن يلقى كلمته محاولاً إبراز موهبته اللغوية أن يقرأها على واحد من المتخصصين فى اللغة حتى لا يكون سبباً فى تشويه صورة البرلمان المصرى العريق، وتشويه المنصة التى جلس عليها عمالقة كبار شهد الجميع ببلاغتهم وفصاحتهم وإتقانهم للغة العربية، بالإضافة إلى روعة الإلقاء، ومن هؤلاء محمد حسين هيكل، والدكتور صوفى أبو طالب، والدكتور رفعت المحجوب، والدكتور أحمد فتحي سروروغيرهم.
يا معالى رئيس مجلس النواب .. رجاءً لا تتحدث الفصحى فى خطاباتك القادمة قبل أن تقوم بتصحيح كلمتك على أحد المتخصصين فى اللغة، فليس عيباً أن تفعل ذلك، إنما العيب أن تقف لتمثل مصر بلد الأزهر ومجمع الخالدين وتخطئ هذا الكم من الأخطاء .. فاستقم يرحمك الله.
ورحل بشوش الوجه نقى القلب
الابتسامة الصافية كانت لا تفارق وجهه البشوش وقلبه القانع الراضى النقى حتى عندما زرته فى اليوم الذى سبق يوم موته فى غرفة الرعاية المركزة بالمستشفى كان يقول الحمد لله .. وكان يعتذر لى أنا ورفيقى فى زيارته "الحاج بديع" قائلا معلش تعبتكم معايا
رحل الرجل الذى كان لا يعرف المجاملة فى الباطل فكان يقول الحق ولو على رقبته دائم التوقير العلماء ومحب للجلوس معهم ينزل الناس منازلهم عندما كنت تراه تشعر أن الدنيا لا تزال بخير عاش فى صمت ورحل فى صمت لكن مشهد جنازته فى بلدتنا يخبرك عن مدى حب الناس ولكن هى الدنيا " إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا عم محمد سعيد لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضى ربنا .. إنا لله وإنا إليه راجعون" فرحمة الله عليك ورزقك صحبة الأبرار فى جنات نعيم