تحيا مصر : باقة ورد (طباعة)
باقة ورد
آخر تحديث: الأربعاء 14/09/2016 07:17 م
سالم الحافى سالم الحافى
يأتي الاختبار الإلهي ، والابتلاء الرباني ، فيكون مع ذلك الرجل الهرم فذا عجيبا ، ولا يختار له موضعا إلا الفتى المرجى ، المأمول ، ولا يأتي إلا في أقسى الصور وأشد الأحوال.

اذبح ابنك !

ك

كانت الرسالة قصيرة ومختصرة ، لكنها خطيرة وخطيرة جدا : اذبح ابنك !
هذه الرسالة وراءها حكاية .. بدأت عندما تزوج الرجل امرأة يرجو منها ولدا تقر به عينه ، لكن الزوجة كانت عاقرا عقيما لا تلد ، وأشتد حنين الزوج ورغبته إلى الولد ، فتزوج على الكبر بأخرى ، ويشاء الحكيم العليم أن يفيض النعمة عليه فيهبه مولودا ذكرا ، وينشئه سليما معافى ، ويجعله من صغره حليما رشيدا ، ويضعه بين يدي والديه وحيدا فريدا ، فيصب الوالد كل رحمته وعنايته وهمته في ولده الناشيء المترعرع ، ويشكر ربه ويخشع ، ويشب الغلام قويا فتيا حتى يكبر ، ويبلغ مع أبيه مبلغ السعي والعمل ويستطيع الكسب والارتزاق ، وبذلك تتم النعمة على أبيه الهرم .
وهنا تأتى الرسالة حاملة الأمر العجيب : اذبح ابنك !
الرسالة لم تصل للأب العجوز في اليقظة ، بل استلمها في المنام ، عن طريق الرؤيا ، وكان الأب يستطيع أن يتأول مضمون الرسالة ، أو ينتظر قطع الشك باليقين ، لكنه يعلم أن الآمر هو رب العالمين ، الذي له ما أعطى وله ما أخذ ، والذي يجب أن يسمع ويطاع ، حتى لو كان الأمر : اذبح ابنك !
يأتي الاختبار الإلهي ، والابتلاء الرباني ، فيكون مع ذلك الرجل الهرم فذا عجيبا ، ولا يختار له موضعا إلا الفتى المرجى ، المأمول ، ولا يأتي إلا في أقسى الصور وأشد الأحوال .. لا يمرض الله الفتى ولا يميته ، بل ولايكتب عليه قتلا أو غرقا أو شهادة ، بل يكتب عليه وعلى أبيه أن يُذبح على مرأى من والده ، وبيديه وبسكين فيها حز وقطع وضغط ، وفيها إمرار وتكرار ...وممن ؟ من الشيخ العجوز الطاعن في السن ، الذي ترتعش يده بلا شيء ، فكيف بها في قتل الوحيد الغالي !
ابلغ الأب ابنه بمضمون الرسالة ، فما كان من الابن البار إلا أن وافق على أن يذبح ، وبدأت بالفعل مراسم تنفيذ الذبح ، لكن الله لما رأى من الأب وابنه صادق الاستسلام وحسن الاستعداد للابتلاء ؛ رحمهما برحمته وجنبهما الاكتواء بلهب محنته ، فنجاهما وأكرمهما وزاد لهما في بره وعطفه : " فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين ، إن هذا لهو البلاء المبين ، وفديناه بذبح عظيم "
يتوقف الكاتب الراحل أحمد الشرباصي عند موقف إبراهيم وإسماعيل ويقول : " ما الذي نستفيده من هذا الموقف المجيد ؟ نستفيد أن الحياة في الحقيقة ملك خالص لله ، يتصرف فيها كيف يشاء وأن العبد بين أصابع ربه يقلبه كيفما أراد ، وأن حسن الاستجابة لأوامر الله فيه أمن ونجاة وأن الترحيب بالأقدار وعدم الفرار من شديد الاختبار يؤدي في كثير من الأحيان إلى حسن النتائج وكريم العواقب ".

ي
يحكى أن حاكما عربيا كان في رحلة صيد مع نفر من حاشيته .. وبينما هم يبحثون عن الطرائد رأى هذا الحاكم أرنبا ً يركض .. فأخذ بندقيته ورمى ... ولكنه أخطأ الهدف .. فقال أحد أفراد الحاشية : سبحان الله ! أول مره أشوف أرنب يركض وهو ميت !
السؤال المتوجع من ورم خيبتنا : الخطأ في الحاكم أم الأرنب أم الحاشية التى ترى مالايراه المبصرون من عينة " 6 على 6" ؟

أ
أحدث دراسة علمية تقسم بالآتي : " دلل زوجتك يطول عمرك" .

ل
ليس العيد لمن لبس الجديد إنما العيد لمن طاعاته تزيد ، ولمن خاف يوم الوعيد ، وليس العيد لمن تجمل باللباس والركوب ، وإنما لمن غفرت له الذنوب.