تحيا مصر : دموع على خد الوطن (طباعة)
دموع على خد الوطن
آخر تحديث: الجمعة 06/05/2016 09:23 م
صفوت سامى صفوت سامى
حين تكثر الخلافات وتعلو الصيحات ونرى وجوها على حقيقتها وكنا نظن بها غير ما رأينا وحين نجد الوطن يتألم من عجزه امام ما يحدث من ابناؤه وحين تزرف دموعه لما يرى ما بينهم من خلافات وفرقه، وحين يستدير الوطن برأسه ليقع عينه على اعداؤه وهم يتربصون به وبأبنائه ويرى نظرة السعاده على وجوه اعدائه وهم ينظرون الى ما يفعله ابناؤه فيما بينهم، هنا تسيل من الوطن دموعا حارقة تسيل على وجنتيه كالنار الحارقة من الحسرة على ما وصل اليه ابناؤه من فرقه وخلاف بل وعداء فيما بينهم وخاصة حين يرى ان بعض ابناؤه يريدون ان يدمروا البعض الاخر فبدلا ان يسعى الى اصلاح اخيه نجده يريد دماره وتحطيمه.

فعجز الابناء عن مواجهة مشاكلهم تجعلهم يسعون الى حلها بطرق شتى فنجد البعض يتعاون مع اعداء ابيه كى يحل له مشاكله ونجد اخر يعتمد على ما يقال له وما يلقن ويسعى الى الحل بدون تفكير لمجرد ان اخرين يقترحون عليه تلك الحلول وفى النهاية يفعلها لمجرد انها محاولة وهى افضل من لا شىء ونجد اخر يسعى لحل مشاكله بناءا على التفكير والصبر على التنفيذ ونجد اخر يسعى لافشال جميع الحلول لانه عجز عن الوصول الى حل لمشكلاته فاراد ان يفشل الجميع كما فشل هو حتى لا يكون هناك من هو افضل منه وفى النهاية يتولد بينهم صراعات قد تنهى عليهم جميعا.

الوطن الذى جمع الكل فوق ارضه واعطى من فضل الله لهؤلاء الابناء يجب ان يحافظ عليه فاعظم ما اعطى هذا الوطن لابناؤه هو الحب والذى هو السبب فى وجودهم فوق ارضه، فعندما نكون نحن صوت الوطن فلا يجب ان نقول الا ما يكون فى مصلحته لاننا نتكلم بلسانه فلا احد يتحدث بلسان الوطن الا من هو جدير بالحديث، ونحن جميعا نعيش فوق سفينة الوطن فلو حافظنا عليه وعلى انفسنا وعلى اخوتنا واحب كل واحد من الاخر لنجونا جميعا من العواصف التى تحيط بسفينتنا وتريد اغراقها ولو ظل الابناء فى خلافات وعداءات لهلكنا جميعا فحين يعطل شىء فى سفينتنا فلا يجب ان ندمره ولكن يجب علينا اصلاحه وبشتى الطرق لانه قد يكون سببا فى انقاذنا جميعا من الغرق وهو ما يجب ان نفعله بعضنا مع بعض كى ننقذ انفسنا ووطننا من الضياع.

فالمشكلات ليس حلها ان ترتفع اصواتنا فالحق ليس بالصوت العالى وليس بكثرة المؤيدين له، فمن اراد ان يحيا الوطن فلا بد ان يكون مع اخيه يدا واحده وان يلتزم كل واحد منهم بما بينهم من قوانين تم الاتفاق عليها وان يحترم كل واحد منهم الاخر ولا يتهم بعضهم الاخر بعدم الالتزام بل من يخطىء يعاقب ومن يصيب يثاب عليه، ويجب ان يتم تصويب مسار المنحرف عن الطريق حتى لا يهلك الباقون ومفتاح كل المشاكل هو الحب والعدل والامانه والتعاون والايثار ولو ان كل فرد رأى شخص محتاج واعطاه لمنعه من القيام بالسرقه والقتل من اجل الحصول على نفس الذى كان سيأخذه بمساعدة اخيه له فأعطاؤك برغبتك تحميك من الاخذ منك بالقوة، فالمجتمع حين يتعاون فيما بينه والذى عنده العلم يعطى من ليس لديه العلم ومن عنده المال يعطى من ليس لديه المال، ولا اقول ان يتواكل الفقراء على الاغنياء ولكن اقول كما قال رب العزة سبحانه وتعالى (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ(24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ).
فأذا حافظنا على مجتمعنا من السؤال قطعنا الطريق على من يستغلون هذا الاحتياج لهؤلاء الناس ويصنعوا منهم عملاء وخونه ولصوص وقتله ومخربين ونقطع الطريق ايضا على بعض الذين يستغلون اصوات هؤلاء واحتياجهم للمال حتى يصلوا هم الى مناصب تجعلهم يتحكمون فى الوطن كما يشاؤن وفى النهاية يكون الوطن هو الضحية ولا نرى بعد ذلك على وجه الوطن سوى الدموع التى تسيل على خده.