جريدة تحيا مصر

اخر الأخبار
ads

سياسة

علي سويلم

علي سويلم

علي سويلم يكتب : أبطالنا

الثلاثاء 26/يناير/2021 - 02:10 ص
طباعة
" لما ابني سألني فين إيدك اليمين يا بابا ، جاوبته إني كنت بحمي بيها مصر ، فسألني يعني مش هتعرف تحمي مصر تاني ، فجاوبته بأن إيدي الباقية فداء لمصر " بتلك الكلمات استهل الرائد صلاح الحسيني كلمته في الذكرى التاسعة والستين لعيد الشرطة وكرمه رئيس الجمهورية لأنه فقد ذراعه اليمنى أثناء إنقاذه حياة طفلة صغيرة من انفجار قنبلة في أحد الميادين .

في الحقيقة وقفت عند كلمته التي لم تتجاوز الدقيقتين كم من الدقائق تقترب من بضع ساعات ، فهو يرى أن فقدانه لذراعه كرم من الله ! ليس ذاك وحسب فهو يقلل من آلامه وتضحياته مقابل تضحيات زملائه قائلا؛ " أنا دمي وروحي فداء الوطن ، أنا أقل من اللي قدمه زملائي فداء لمصر"

ووفق المثل الشعبي بأن من يده في الماء ليس كمن يده في النار ، فكرت لثواني بأنه يتجمل أو ربما يقلل من تضحياته حتى لانظن به ظن السوء بأنه يمن على الوطن ببطولته ، لكن سرعان ما تذكرت بأن المصاب معلق بين السماء والأرض فهو يتألم مرتين، الصغرى بسبب إصابته والأخرى بأنه يريد أن يقف بجوار زملائه في أرض الفداء يثأر لزملائه الصاعدة أرواحهم منزلة الشهداء .

تلك المقولة حقوقها للرائد محمود الكومي الذي وقف بالأمس القريب بذات الفخر والشجاعة التي وقف بها الرائد صلاح الحسيني لكن الفارق أنني رأيت حديث الكومي بأم عيني فأنا أحفظ مقدمته عن ظهر قلب والتي قال فيها منذ ردح سنوات ؛ "أقسمت بالله عند تخرجي أن أرع سلامة الوطن، وها أنا أقف اليوم بارا بقسمي متسلحا بالعزيمة والإيمان، وأنا فقدت بصري بإحدي عيني و همي أن ترى مصر النور، وواقفا بصمود على قدمين صناعيتين داعيا الله ان يكون ذلك فداءً حتى يقف وطني شامخا معززا، وعلى استعداد للتضحية بالروح والنفس تحقيقا لغاية الشرطة السامية " .

حفظي لتلك المقدمة ليس لأني كتبتها مراراً وتكراراً في أخبار صحفية ولا لكم المرات التي سمعتها فيها بالمنصات الرقمية والتقليدية ، السبب الحقيقي إنني رأيت صدق كلمته في بيته الذي يشبه بيوتنا ويختصم من راتبه إيجاره الشهري ، وجدت صدق كلماته ومجمع الإنسانية في تصرفاته وحبه لوطنه الذي يشبه شطر في قصيدة به مبلغ البلاغة وروعة التصوير وكافة أنواع التشبيه ، رأيت كل ذلك عن قرب وأنا لا أحمل كاميرا ولا في يدي قلم لكن عيني نقلت ذلك بالحيادية التي يتمناها كل من عمل في بلاط صاحبة الجلالة وتنكر مثاليتها كل الكتب الأكاديمية ، حكى لي من باب الدردشة على طاولة الطعام لا طلبا في النشر، قصة ذهابه لسيناء حيث أصيب، فهو ألح كثيرا ليُنتدب هناك ولم يتردد لوهلة أن يتكاسل عن تلبية النداء حيث طلب .

كنت أعتقد قبل أن أعرف هذا الضابط عن قرب أن قصص البطولات الخارقة ماهي إلا روايات محض كذب يراد بها حق وهو التحفيز وغرز حب الوطن في نفوسنا ، لكن كيف يستمر إعتقادي ، وأنا أمسكت أطرافه الصناعية بيدي وشاهدته وهو بالعدسات اللاصقة ليرى بنصف وضوح !

قصتا الحسيني والكومي ومثلهما عشرات القصص التي رأيتها عن قرب ومئات البطولات التي لا أعلم عنها الكثير خير دليل على صدق موقعة الإسماعيلية التي حدثت في الخامس والعشرين من يناير عام 1952 حيث رفضت قوات الشرطة المصرية تسليم أسلحتها وإخلاء مبنى المحافظة وقتئذ للقوات البريطانية ونشب بينهما إشتباك أسفر عن إستشهاد 56 شرطياً مصرياً و73 جريحاً .

إرسل لصديق

أخبار تهمك

ads

تصويت

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

الأكثر قراءة

المزيد

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر