ثقافة
"الموال الغنائي من العراق لصعيد مصر".. رسالة جامعية ترصد فنون القوالين فى إسنا
الخميس 14/يناير/2021 - 11:59 م
الدكتور فوزي عبد السميع
طباعة
ta7ya-masr.com/389496
مابين الموال الأخضر الذي يختص بالحب والعشق، والموال الأحمر فن الحماسة والحرب والحيرة، والموال المغلق والأبيض وغيرها، تتنوع الفنون للموال أحد أهم فنون التراث الشعبى بصعيد مصر، ويطلق على من يتقنه فى الصعيد القوال.
وكشف فوزي عبدالسميع فى رسالة ماجستير بكلية الآداب بجامعة جنوب الوادى بعنوان الموال الغنائي فى مدينة إسنا عن فنون الموال فى مدينة إسنا التى يطلق عليها بلد القوالين، بل قام الباحث برحلة شاقة بين نجوع وقري إسنا لجمع القوالين العظام القدامى، من ألسنة أحفادهم، ووثق عوالم فنون الموال الذي يعتمد على إظهار البديع والبيان فى قصائده .
يستهل الموال بكلمة ياليل وياعين" كما أن طقسه تحتم على من يروي أن يذكر ماقال السابق ويذكر اسمه حيث يقول " وقال فلان " ثم يروي مايشعر به حيث هو حكمة السنين وحكمة الأدب الجمعى للشعوب، وهو يعتمد على الاستعراض ليظهر مهارة القوال ومن يتقن فن الموال وقدرته الفنية.
ويوضح الدكتور فوزي عبدالسميع فى دراساته إن العراق تاريخيا بدأ من العراق وانتقل إلى مصر، مؤكدا إنه لاتوجد مصادر تاريخية تؤكد الزمن الذي انتقل فيه الموال من العراق لمصر، مؤكدا أن فى رسالته جمع العشرات من المحنكين القدامى لفن الموال فى مدينة إسنا التابعة لمحافظة الأقصر مثل محمد أحمد عبدالجليل، وعبدالفتاح محمد سعد، وفهمى أحمد محمد عبدالدايم، ومحمد بهجات الخطيب، وحمادة عجمى، وحمادة الفارسي، وغيرهم.
يرصد عبدالسميع فى دراساته تاريخ مدينة إسنا فى العصر الفرعونى، وفى عصورها الزمنية الآخري، كما رصد الموال السبعى وينظم على شكل أأأ ب ب ب أ، مثل هذا الموال " ياطيب لجراح جرحى شديد كمشالى " كم شلى " من وسعو مكران عبا صديد كمشالى " أى كم شايل، كما يرصد أنواع الموال من حيث المضمون ويشتمل على أربعة وهم : الموال الأحمر ويسمونه بالزهيري النعمانى وهو عرف فى مصر والعراق ويسميه أهالى الصعيد بالموال الأحمر، وهو موال تكون مناسبته فى الحرب، والحماسة، والحكمة، والعنف، والانفعال، وكذلك الحيرة التى تكتنف الشاعر.
فى الموال الأحمر يقول القوال فى الصعيد " عن البرىء لوبكت تجرح قلوب تسرق نطلع أهات الوجع تكوي الحشا تحرق "، أما الموال الأخضر فهو يعبر عن عاطفة العشق والحب والغرام والهيام، وفى هذا الموال نجد طرفين فى فنون الموال العاشق والمعشوق مثل " انسي العتاب ياأمل بلا كنا بلا كنتوا، ويأتى الرد فى ذات الموال "ما اقدرش اعيش فى هنا لولحظة بلا كنتوا "
ويوضح فوزى عبدالسميع فى دراساته أن هناك موالا نادرا فى فنون الصعيد وهو الموال الأبيض، وهو نادر لاحتوائه على التعبيرات المعقدة والألفاظ المصطنعة، ومن أعراضه التعبير عن الكون وحكمة الخالق عزوجل، ووصف الطبيعة مثل " كانت حياتى غلط والقول كثير يسمع طرقت باب الكريم اتلى الكتاب واركع، أما المبحث الرابع فى فنوان الموال فى الصعيد فهو الموال المغلق، والموال المغلق يحتاج إلى تفسير كلماته وغالبا مايتدخل شخص من القوالين، يطلق عليه "الصيرفى" لفك شفراته المبهمة وتوضيح معانية الغامضة مثل " قولى ياطير ليه مطفى ع الدوام عشوك " عشك " وشارب الخل مالى بالمرار عشوك " عيشك "،والمغلق بعكس الموال المفتوح فهو لايحتاج إلى شرح معانيه الغامضة.
كانت رسالة الماجستير للباحث فوزي عبدالسميع التى تمت مناقشتها مساء أمس الأربعاء، تحت إشراف الدكتور غريب محمد أستاذ الأدب والنقد بكلية الآدب بقنا، والدكتور أشرف أمين جاد مدرس الأدب والنقد بكلية الآداب بقنا، وتكونت لجنة المناقشة من الدكتور محمد أبوالفضل بدران نائب رئيس جامعة جنوب الوادى الأسبق، والدكتور فريد عبدالظاهر أستاذ متفرغ ونائب رئيس جامعة أسوان الأسبق.
