جريدة تحيا مصر

اخر الأخبار
ads

اقتصاد

"رغبات" رواية جديدة تغوص في أعماق المرأة للكاتبة أميرة حسني

الأربعاء 06/نوفمبر/2019 - 03:47 م
تحيا مصر
طباعة
رشا يوسف باشا
احتفلت الكاتبة أميرة حسني بصدور روايتها الجديدة التي تحمل عنوان " رغبات"، و ذلك في فعاليات حفل التوقيع المميز لها بمركز ملاذ الثقافي.
وتعالج الكاتبة أميرة حسني في روايتها الصادرة حديثا، موضوعات عديدة مثل الحب و العلاقات العاطفية و التجارب في حياة المرأة، و شعورها بالوحدة، والتحديات المختلفة التي تواجهها في المجتمع، في فصول متنوعة ومختلفة تنوعت فيها الأحداث والشخصيات لتنقل القارئ إلى عالم تتشابك فيه الأحداث وتصعب فيه التحديات على الأبطال لتجعله يتسأل عن الكيفية التي سيواجه بها الأبطال هذه المواقف، و كيفية خروجهم منها وصولا إلى نهاية الرواية.
وتقول الكاتبة أميرة حسني" احيانا يتغلل في وجدان المرأة رغبة ملحة، رغبة في أن تكون مرغوبة، و عندما تكون بلا رجل تطمئن إلى صحبته، تتغلل الوحدة في ثناياها و تشرب روحها بالظمأ إلى الإحتواء.. لا ليس الجسد وحده هنا بغيتها، ليس الجسد وحده ما يحتاج إلى إكسير الحياة، إنها الروح.. إنه القلب الذي تتغضن ثناياه من فرط العوز إلى المشاركه."
وتؤكد الكاتبة أميرة حسني على خط اهتمامها الأدبي الذي بدأ بطرح موضوعات  الحب و العلاقات العاطفية و التجارب في حياة المرأة في كتاباتها ، ومثل هذا الخط البياني من وجهة نظرها -إذا ما تم استمرار الوعي بأهميته- سوف ينعكس إيجاباً على الأنثى بصفتها الحلقة الأضعف في المعادلة، حيث تطور المجتمع، لا ينفصل عن احترام المرأة والحرص على رفعتها وتكريمها واحترام عقلها ووجدانها .
وناقش الحضور الكاتبة في الرواية وأبدوا تفاعلا كبيرا معها و تبادلو أهم الأفكار التي تم طرحها، وكيفية تعرضها للموضوعات التي تخص المرأة من زوايا مختلفة، وكيف عكست تصوراتها وأفكارها على صفحات الرواية بكثير من النضج والإيمان بأهمية التوسع في مناقشة مثل هذه الموضوعات من الكتاب والروائيين، كما أشاد الحضور برؤية الكاتبة وتصوراتها للموضوعات التي تخص المرأة، و بقدرتها على طرح هذه الموضوعات في عمل روائي بشكل جديد.
واتفق الحضور مع الكاتبة أميرة حسني على أهمية فن الرواية في طرح قضايا المرأة في المجتمع المصري، وتطوير قدرات أفراد المجتمع من خلال التعبير بشكل واقعي عن مشكلاتهم سعيا لوضع تصورات لها والوصول إلى رؤية حقيقية لحلها، كما اتفقوا على أهمية رصد و تحليل الظواهر في المجتمع من خلال رؤية الروائيين و عكسها على صفحاتهم بشكل جذاب و سهل وتحقيق التواصل بين أفراد المجتمع  من خلال التعبير عن هذه الضغوط الإجتماعية و العقبات التي يتعرضوا
واختتمت الكاتبة أنها مازال أمامها الكثير من الأفكار للتعبير، كما أن هناك الكثير من التحديات و المشكلات التي لا تزال تؤرقها وتطمح إلى تناولها في أعمال أدبية مقبلة، في السياق الاجتماعي والإنساني.  
تخرجت الكاتبة "أميرة حسني" من كلية الألسن قسم اللغة الإنجليزية لتعمل بإحدي شركات البرمجيات محررة لكتب شرح البرمجيات الصناعية والتجارية والطبية باللغة الانجليزية، ثم صدر لها ترجمة لمجموعة قصصية بعنوان "سر الضحكة" تأليف سوشا جوبي وإصدار المركز القومي للترجمة. وهذه أولى رواياتها.
مقتطفات من الرواية :
عندما ينهي الرجال علاقاتهم بالنساء دون مقدمات تشعر المرأة بأنها أشبه بحطام فمن النساء من يتحايل على هذا الشعور بالانغماس في علاقات أخرى مجددا لتثبت لنفسها أنها مرغوبة ومنهن من ينكفأن على ذواتهن يظلون مسخمين بالجراح فترة طويلة يحتاج جرح الهجر وإهانة أن يلفظها أحدهم وقتاً لكي تلتئم جراحها وتفكر مجدداً في الارتباط كانت ليلى من هذا النوع الثاني.

كانت الأضواء تتراقص وشعورها بكآبة المكان تخنق روحها نظرت إلى الوردة التي كانت بإناء على طاولتها فكانت متفتحة بلا رائحة أمسكت ورقاتها وجعلت تفركها فاصاب أصابعها لون قاني ثم انصرفت إلى حيث تجتر وحدتها إلى فراشها إلى حيث عزلتها وقوقعتها من جديد. عفواً لم تعد الوحدة وحشاً مخيفاً عندما تستمر في علاقة تأكل روحك.
" قد يخشى المرء الوقوع في الحب ذلك لأن الحب الحقيقي يزيد من هشاشتنا فالدخول في علاقة جديدة أشبه بولوج أراض ملغومة لا يحكمها قانون وأغلبنا تتولد لديه مخاوف طبيعية فعندما ندخل في علاقة حب فذلك سيكون بمثابة مجازفة حقيقية فأنت تولي شخص آخر قدر كبير من الثقة وتضع نفسك في مرمى تأثيره وهو أمر من شأنه أن يزيد من هشاشتنا ويضعفنا. فذلك التحدي أشبه بدك حصوننا الرئيسية كأفراد فثمة عادات طالما كانت جزءاً من حياتنا ومن شأنها أن تشعرنا باحتواء أنفسنا سيكون على المرء أن ينحي تلك العادات جانباً هنا تخشى المرأة ويتولد لديها شعور أنه كلما إزداد اهتمامها بالوافد الجديد على حياتها كلما زادت إحتمالية أن تنهار حال فشل هذه العلاقة."
نظرت ليلى إلى فارس نظرة حيية بعد أن استمعت إلى كلمات الأغنية المهداه إليها وأردفت "هذه الكرة علي أنا أسأل وأنت تجيب ما الذي استوقفك أقصد في شخصي."
"كنت أشعر أن أصدقائك أطفال وأنت أمهم رغم أنك لم تكوني أكبرهم كنت كلما احتدم الصراع تهدئين جلبتهم وتقولين كل حر يعتنق ما يريد لا تعكروا صفو الجلسة بالمبارزة الكلامية سلاماً ...رجاء لا داعي لاحتدام النقاش. وكنت أنا أضحك في داخلي على هذه الطفلة تظن أن الأمر لا يعدو مبارزة كلامية أو حتى اختلاف في الرأي أو المرجعية ينبغي ألا يفسد للود قضية ولا تدرك أن كل منهم يستعرض عضلاته الكلامية ومعلوماته يتحزلق ويتقعرقر ليبدو سيد الموقف المثقف المرموق أو المثقف المهمش أو المثقف المغترب أو الفيلسوف الذي لا يفقه منطقه معاصريه كلها أدوار يلعبونها والجمهور هو الجالسين من النساء والفتيات."
وتأملت ما ورائها من حياة عاشتها هل كانت متاهات الرغبة هي التي أورثتها الشقاء رغبة زوجها في أزمة منتصف العمر أن ينسل من ماضيه ويزيح عن كاهلة عبء العيش في مجتمع غير آمن على عمله هي التي أورثتها عناء أن تشعر أنها كانت ضمن الأشياء التي أختار جمال بكامل إرادته ورغبته أن ينزعها في حياته ورغبتها ألا تبقى وحيدة وسط شعور أسن بالنبذ لها كأنثى وأم حين أختارت إبنتها أن تحيى ببلد آخر نزولاً على رغبتها في أن تعيش مع الشاب الذي وقعت في غرامه في بلاده خلف البحار ولتصبح هي ليلى ملقاه في وحدة غائرة تدفعها الرغبة في المعية إلى فراش رجل هي واحدة من بين حريمه وهكذا دلفت إلى عالم فريد المتقلب ومتاهات رغباته وحريمه أم أن الطريق المسدود التي أختارته انتهاءاً بالانسحاب من عالم فريد اشباعاً لرغبتها في الحفاظ على النزر اليسير الذي تبقى من كرامتها فماذا تفعل المرأة عندما تشعر أنها عشيقة واحدة وسط بغايا سوا أن تختار نزولاً على رغبتها في أن تنسحب من دائرة رجل غير مأسوف عليه إنها الرغبة في التمرد وفي أن تكون من يكتب كلمة النهاية في علاقة كهذه لتأتي وترتطم بصخرة أخرى وسط متاهات موج الحياة إنه فارس صخرة أسمها الحب وتتعرقل تلك العلاقة لدى معرفتها أن فارس هو الآخر له عوالمه من النساء واستطاع أن يخدعها بنبل هو قناع يخفي وراءه شخص لا يختلف عن جمال أبو إبنتها وفريد الفارس المغدور. نعم إنها متاهات الرغبة التي أورثتها ذلك العناء وجعلتها في أحيان كثيرة لا تعدو أن تكون "مفعولاً به" أو دمية وثقت أطرافها إلى خيوط واهنة تتجاذبه في شتى الاتجاهات .

إرسل لصديق

أخبار تهمك

ads

تصويت

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

الأكثر قراءة

المزيد

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر