"بشرة خير" هكذا اعتبر عمال شركة الحديد والصلب , التغيير الذى اجرى بمجلس ادارة , انها اول خطوة على طريق الاصلاح وتطوير الشركة بعد طول انتظار وفقدان الامل بانه سيحدث , خصوصا بعد ما ألت له الشركة من تدهور خلال فترة الادارة السابقة , واستبداله بمجلس جديد.
فهل سيتحقق حلم العمال وامنياته فى رايت شركتهم كما كانت قلعة الصناعات الثقيلة , ام هو مجرد اجراء روتينى بتبديل اشخاص وتغير اسماء فقط , وتستمر شركتهم من سئ لاسوأ.

مجلس جديد بامل يتجدد:
جاء تشكيل مجلس إدارة شركة الحديد والصلب المصرية التابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية على النحو التالى الأعضاء المعينون من ذوى الخبرة وهم , السيد اللواء المهندس خالد مصطفى كامل الأنصارى رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتب , والذى يعرف عنه انضباطه وتفانيه فى العمل وايضا السمعة الطيبة , التى اشتهر بها اثناء توليه منصب رئاسة مجلس ادارة شركة النصر لفحم الكوك , مما جعل العاملين بالحديد والصلب يعلقون عليه امال كثيرة فى اصلاح ما بالشركة , فهل سيكون عند حسن ظن العاملين , هذا ما سوف تجيب عليه الايام القادمة.
وجاء الانصارى خلفًا للسيد المهندس محمد سعد نجيدة الذى كان قد تقدم باستقالته وتم قبولها من قبل رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية،والذى يحمله العمال والمراقبون لاوضاع الشركة الكثير مما وصلت له الشركة من تدهور , واهدار لحقوق العمال بالشركة .
ويتشكل باقى اعضاء مجلس الادارة الجديد من , الدكتور المهندس محمود سيد جلال، والمحاسب عادل أنور على عبيد (عضوان غير متفرغان)، إضافة إلى العضوين المنتخبين من العاملين بالشركة ورئيس اللجنة النقابية.

تطوير ام تهدير:
تعهدت الحكومة اكثر من مرة وفى مناسبات عديدة بتطوير شركة الحديد والصلب وعلى مر الحكومات المختلفة , فمنذ عصر الرئيس الاسبق حسنى مبارك ومرورا بمحمد مرسى وحتى الان الجميع يتعهد بتطوير هذا الصرح واعادته كما كان.
واخر هذه الوعود ما صرح به اشرف الشرقاوى وزير قطاع الاعمال , بعمل مناقصة لاختيار الشركة العالمية التى ستقوم بتطوير الشركة واعادة هيكلتها , وتم تحديد موعد لتقديم العطاءات من الشركات العالمية يوم 18/7/2017 .
والجميع فى انتظار بدأ اولى الخطوات فى ارجاع هذا الصرح الصناعى الى سابق عهده , ويكون ركيزة فى العجلة الانتاجية الصناعية والاقتصادية لمصر, ولا يكون مجرد ووعد وتهدير للوقت على حساب مستقبل شركة عملاقة وعمال متفانون.

شركة لها تاريخ:
شركة الحديد والصلب المصرية تعد هي أكبر شركة للحديد والصلب في مصر وأول شركة في الشرق الأوسط ، تأسست عام 1954 بقرار من الرئيس عبد الناصر ، وهي عبارة عن مجمع كامل للحديد والصلب في مدينة التبين بحلوان. وتتبع للشركة القابضة للصناعات المعدنية.
اعتمدت الشركة في اول إنتاجها على خامات الحديد المتوافرة بكثرة في مناجم أسوان "والتى قدرت مساحتها بـ1250 كيلو مترًا مربعًا، فبالإضافة إلى جودة الخام المستخرج منها تعتبر أقرب مصادر الخامات المصرية إلى طرق المواصلات، كما اعتمد على خام الحديد المتوفر أيضا في الواحات البحرية والبحر الأحمر.
وقد بلغ إنتاج المصنع "آنذاك" ما يقرب من 210 آلاف طن ليصل إلى 1.5 مليون طن في فترة السبعينيات من الصلب المشكل على هيئة ألواح مختلفة الأحجام والسمك وقضبان وفلنكات حديدية وبلنجات السكك الحديدية، بالإضافة إلى الزوايا والكمرات والستائر الحديدية وأنابيب ومستودعات البترول وغيرها من احتياجات الصناعة المختلفة والتى كنا نستوردها سنوياً، كذلك أنتج المصنع منتجات أخرى ذات قيمة اقتصادية كبيرة منها السماد الفسفوري، خبث الأفران العالية الذى يستخدم في صناعة الأسمنت وكذلك كميات هائلة من غاز الأفران الذى استخدم لتشغيل بعض الآلات في المصنع ذاته، كما استخدم في توليد الكهرباء.

وبعد هذا التاريخ لهذه القلعة الصناعية والاقتصادية بكل معنى الكلمة فقد بلغ عدد أسهم الشركة الحالى 488,436,139 بقيمة إسمية جنيهان للسهم الواحد وتبلغ القيمة السوقية 5,460 جنيه مصري، رأس المال المصدر 976,872,278 جنيه مصري، اظهرت نتائج أعمال الشركة خلال النصف الأول من العام المالي الحالي تحقيق خسائر بلغت 311.6 مليون جنيه.