قال الكاتب الصحفي محمد مندور، إذا نظرنا إلى حال الواقع في مصر والمنطقة العربية بشكل عام فهناك عوائق عديدة أمام التمكين الثقافي الذي يبدأ منذ الصغر وفي المدارس والجامعات وبعد التخرج وفي الأطوار المختلفة من الحياة.

وتساءل مندور، هل سألنا أنفسنا إن كنا في بيوتنا سعينا إلى تمكين أولادنا واكتشاف مواهبهم؟! هل لجأنا إلى المختصين؟!، أو ثقفنا أنفسنا بأساليب التربية واكتشاف إبداعات أطفالنا؟!، الحقيقة إن التمكين سيقودنا إلى طرق باب إشكاليات التربية وهو ما سيقودنا إلى طرق باب الجامعات.

وأشار إلى أنه من الخطأ أن نتحدث عن التمكين الإبداعي في دولة ليس لديها سياسة ثقافية، موضحًا أن التمكين الإبداعي للطفل يقودنا إلى مسألة التربية، ومنها إلى المدارس، ثم الجامعات ثم ما بعد ذلك، فالتمكين الإبداعي يقودنا إلى حرية الرأي والتعبير.


وأوضح أن الحرية الثقافية مرتبطة بشكل كبير بالتمكين الإبداعي، فأي تمكين هذا وأنت لا يوجد لديك سياسات ثقافية واضحة، وإذا كانت موجودة فهي لا تراعي التنوع الثقافي.

وتابع"مندور": أين المجموعة الثقافية الوزراية التي كانت معينة بالربط بين السياحية والثقافة والشباب والهيئات الدينية المختلفة؟، لافتا إلى أن هناك حدودا فاصلة بين الوزارات، وتم تكسيرها بالبروتوكولات التعاونية ولكن لم يكن لها دور إيجابي أو ظاهر على الساحة.

واختتم مندور أننا نتمنى أن توضع ثقافية سياسية واضحة تتيح التمكين الثقافي والإبداعي في مصر والوطن العربي.

ومن جانبه قال يوسف ورداني معاون وزير الشباب، إن هناك شخصيات تتحدث عن الثقافة بلغة يصعب على الشباب فهمها، لافتا إلى أنه يعترض على مصطلح "التمكين"، لأن المفهوم منه أن هناك جهة عالية هي من تتحكم في كل شيء فمن الممكن أن تمكن ومن الممكن لا.

وأضاف أن بعض المثقفين يحاولون فصل الحرية الثقافية عن حريات أخرى، فالحرية الثقافية تظهر في الساحة العامة والمناخ المفتوح وهو ما حدث بعد ثورة يناير.

وأشار إلى أن المجمتع المصري لم يتقدم بدون حرية، خاصة في الثقافة، فالحرية الثقافية جزء من الحريات العامة التي يمر بها المجتمع.

وتابع أن خطة مصر 2030 عملت محور خاصة للثقافة، والأغلبية من المثقفين لم يطلعوا عليها، فهي تتكلم على رفع كفاءات المؤسسات الثقافية إلى مستوى معين من الثقافة، فهي تشكل أساسا من الممكن أن ننطلق منه كدولة بكافة مؤسساتها.

ولفت إلى أنه تم عمل لجنة للإفراج عن الشباب المحتجزين، وكذلك لجنة لتسوية أوضاع الشباب المفرج عنهم وهذه اللجنة تضم مجموعة من الوزارات.

جاء ذلك على هامش ندوة الحرية الثقافية والتمكين الثقافي التي أقيمت بقاعة أمل دنقل بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بمشاركة، الدكتور حمدي سليمان، ويوسف ورداني، والدكتورة رانيا يحيي، محمد مندور، وأدار الندوة الدكتور حسام جايل.