القى الباحث الاثرى محمد حسن جابر، مفتش اثار معبد هيبس بالوادى الجديد، الضوء على موضوع شيق جدًا وممتع، كما عودنا وعود حضراتكم بالموضوعات الجديدة دئمًا.
اليوم يقدم شرح وافى لاهم واشهر الايقونات القبطية، والتى تمثل الفارس مارجرجس وسان جورج، واخرون مثل فيلوباتير مرقوريوس، ماربقطر، القديس موريس، وغيرهم يقومون بقتل التنين" الشيطان " رمز الشر وهم يمتطون الجواد.
يقول محمد حسن جابر الباحث الاثرى: المنظر مستمد ومستوحى بالكامل من الفن والديانة المصرية القديمة بكامل هيئته، وليس بشكل جزئى وتم تطويره، بل هو بهيئته لا يختلف فيه الا الجزء البسيط الذى يعبرعن التنين، فهذا المنظر اساسه هو منظر ست الشهير الموجود بالوادى الجديد بمعبد هيبس، وبمناطق اخرى مثل منحوتات ومخربشات جبل الطير ومناطق محيطة بها.
وأضاف جابر، ان منطقة عين التربة بجوار معبد هيبس"، منطقة ما بين معبد هيبس وجبانة البجوات كانت ماهولة بالسكان فى القرن الرابع الميلادى"، وكشفت البعثة الامريكية لمتحف الفن بنيويورك بعثة متحف المتروبوليتان عام 1908 م بقيادة العالم وينلوك، على منظر رائع جدا برسوم الفريسكو، اشار اليه البروفيسور اوجين " استاذى "، حيث يمثل هذا المنظر المعبود ست مره فى المنتصف بشكله المعهود بوجه حيوان اكل النمل ذو فم ممدود يمتطى الجواد ويقتل التنين، ومرة اخرى بوجه الصقر حورس مرتدى التاج المذدوج ومجنح كمنظر معبد هيبس، يقوم ايضا بطعن التنين برمجه، ومره اخرى يسارًا بشكل ادمى على هيئة انسان او شخص عادى فارس يقوم بالطعن ايضا.
وتابع الباحث الاثرى، انه من خلال هذا المنظر الواضح والجلى نشتشف ويتضح لنا ان وضعيه الايقونة القبطية مستوحاه باكملها، ولها ارهاصات قوية من قبل فهذا المنظر منبعها ومصدرها، وهو بشكل امتطاء الحصان ووضعيه الطعن وخلافه.
وانه من الملف للنظر جيدًا هو تفاصيل ما يوضع على الحصان من زينه وخلافه، يشير لنا بان هذه الفكرة عنصر ثابت فى فترات قبلها واستمر تطويرها حتى وصلنا لفترة هذا المنظر، ثم تم الاستمرار على هذا النسق لفترات ابعد وابعد، حتى وصلت لنا تلك الايقونات الجميلة والمهمة فى القبطية والفن القبطى.
اى ان الايقونة مستوحاه من منطر المعبود ست، وهو يطعن ثعبان الشر بس الاختلاف هنا فى انه تنين، والمنظر بالكامل لم ياتى نتيجة الصدفة او بناء على اسطورة حديثة كما يعتقد البعض فى المسيحية، لكن هو موجود منذ عصور الحضارة المصرية القديمة فى شكل ست المجنح بمعبد هيبس، وهذا يدل على ان المنظر متوارث فقط من منظر اقدم وان الفكرة واحدة، واستمرت وهى فكرة القضاء على الشر الذى كان يرمز له فى شكل الثعبان ثم تطور الى شكل التنين.
وهذا المنظر يوسس ويورخ عمق الافكار المصرية القديمة فى ديانتهم القديمة انها الاصل والاساس وجذور كل شيئ حديث.
وفى الختمام يتمنى الباحث والجريدة، ان ينال الموضوع اعجاب حضراتكم.