جريدة تحيا مصر

اخر الأخبار
ads
إيمان منير

إيمان منير

جامعة التوكتوك

الثلاثاء 18/أكتوبر/2016 - 03:21 م
طباعة


"تتفرج علي مصر في التلفزيون تلاقيها ڤيينا ، تنزل الشارع تلاقيها بنت عّم الصومال " هكذا تحدث الشاب المصري الموجوع بكل الم وحرقه عن حال بلده .
سجلت كلمات هذا الشاب الآف التدوينات في الساعات الأولي من نشرها ، عبرت هذه التدوينات عن نفوس أصحابها كمن يحتبس في صدره كلاما ولا يستطيع ان يخرجه وأخيرا وجد الطريق .

عبر الشاب عن استياءه مما وصل اليه حال بلده ، لم يجهز كلماته وخطابه ولم يتلقي دروس ف البلاغة والخطابة ، عبر عن احساسه بالظلم والقهر في بلده ، في لحظه خرجت كلماته لتصبح كالنار ف الهشيم ، ابكتنا كلماته دون ان نعرف اسمه .

دعونا لا نتفق او نختلف مع سائق التوكتوك ، دعونا لا نجري المناقشات ولا نعقد المفارقات . دعونا ببساطه نناقش كلماته ..
- " دي مصر اللي كان الاحتياطي النقدي بتاعها ، اكبر احتياطي نقدي ف العالم ، يحصل فيها كده ! " . الحقيقه اجريت البحوث لأفهم هذه المعلومة او أتأكد منها ولكني لم احصل ع الإجابة كامله ، الذي توصلت به ان مصر ظلت اكبر دوله ذات غطاء نقدي من الذهب في العالم وتحديدا منذ عام ١٩٢٦ وحتي أوائل الخمسينيات وذلك علي الرغم من تخفيضها قيمه العمله عام ١٩٣١ كباقي دول العالم في تلك الفتره لتتفوق علي جميع دول العالم من حيث قوه العمله الخاصة بها بما فيهم بريطانيا .

لنكن منصفين " مينفعش نحاسب حد علي حاجه حصلت من مئات السنين ، مينفعش نروح نقول السيسي انت اللي خلصت الاحتياطي النقدي بتاع مصر اللي مدمر من عشرات السنين ، الحاجات دي حصلت قبل ما تتولد حتي ، ممكن يكون الأكبر منا مستوعبينها ، إنما احنا لاء ، بس خلينا نتكلم في اللي بيحصل دلوقت وهو سعر الدولار وازمه السكر مثلا "

اشتدت الازمه الاقتصاديه وارتفع سعر الدولار الي درجه لم يسبق ان تشهدها مصر وظهرت العديد من الأزمات في العديد من السلع الاستهلاكية بدايه من السكر الي الأرز الي اللبن المدعم .. وغيرها ، " ننزل نشتري أدوات الكليه يقولوا لنا الأدوات غليت ، أصل الدولار سعره غلي ، ننزل نشتري هدوم يقولوا لنا كل حاجه غليت أصل الدولار غلي ، ننزل نشتري علاج أصل الدولار غلي ، ننزل نشتري اكل الدولار غلي ، ده ناقص نروح نشتري حزمه جرير من ع اول الشارع ، الحاجه بتاع الجرير تقولي معلش يا بنتي الدولار غلي "

ولكن السؤال هنا ، من السبب ف كل ذلك ، هل الحكومه ام التجار المستغلين !؟
كمواطنة مصريه انا كل ما يهمني انا تتوافر لي حياه كريمه ، اقل متطلباتي ان اجد السكر لاحتسي كوب الشاي ف الصباح .

- " احنا من ١٠٠ سنه اليابان جت تدرس النهضه عندنا ، ازاي يتعمل فينا كده "
أرسلت بعثه من الساموراي المحاربين عام ١٨٦٢ الذين كانوا اكثر الطبقات تعليما وتثقيفا ، ليدرسوا معالم النهضه في مصر ،
وقد أصيب أفراد البعثه بالدهشة عندما وجدوا ان مصر بها سكك حديدين وقطارات ، حيث كانت مصر بعد إنجلترا التي تعرف السكك الحديدية .. ولم تكن اليابان حتي هذا الوقت تعرف السكه الحديدية !
" دلوقت عاوزين نبض ع سكك حديد مصر ، وسكك حديد اليابان ، نبض عموما علي المواصلات في مصر ، مصر ف المرتبه ١٤٢ عالميا بين ١٤٤ دوله كأكثر الدول عجزا في الموازنه العامه للدوله ، وفي المجال العلمي احتلت مصر المركز الأخير عالميا في جوده اداره المدارس ، المركز ال قبل الأخير ف التعليم "

يعتبر اسم مصر قابعا ف المراكز الاخيره في كل المجالات ، بينما نجد اليابان في المراكز الأولي . فماذا فعلت اليابان التي درست النهضه من عندنا . احان الوقت ندرس نحن نهضتها ! .


-"حين قاطع الإعلامي عمرو الليثي الشاب " انت خريج ايه " فرد عليه بذكاء فطري انا خريج توكتوك ،، بس سيبني اكمل " تحدث بوصفه إنسانا فقط ، ولم يتحدث من منظور حزبي او سياسي ، فقط تحدث كونه مصريا غيور علي بلده ، تحدث من واقع الوجع الإنساني ، لم يسب ولم يشتم كما نري الاعلاميون ، تحدث بأدب جو ولكن باحتراق وعصبيه عن واقع يشهده الجميع ولا يجرؤ احد عن انكاره .
والحقيقه ان طريقته وأسلوبه ف إجابته عن السؤال لها دلالات كثيره ففيها محاوله احتجاجية علي التصنيف الاعمي ف مصر ، فتشعر انه يقول ، لماذا تصرون علي تصنيفنا انا إنسان وكفي ولي حق في الكلام والتعبير عن حبي لوطني .

وفي جميع الأحوال علينا ان لا ننكر ان المواطن البسيط بصدقه وعفويته ولغته البسيطه المليئة بالمشاعر الإنسانيه هو أقوي اسلحتها
وعلينا أيضا الا ننكر انه لم تكن نهضه شعب من الشعوب الا بارادته وعمله ، لا باعتراضه واحتجاجه ولم تكن النكسه لشعب من شعوب العالم الا بالطائفية والتخلف والجهل والعنصريه والتعصب والسعي وراء المصالح الشخصيه .
نتمني ان تتحد كل القوي معا للخروج من تلك الازمه .

إرسل لصديق

أخبار تهمك

ads

تصويت

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

الأكثر قراءة

المزيد

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر