طباعة
ta7ya-masr.com/248423
بعد حادثه رشيد تعالت طائفه من أصوات الساده المواطنين تعبيرا عن موقفهم وحالتهم الإيجابية بان ضحايا مركب رشيد ما هم الا خونه للوطن ومجموعه من المحبطين والفشله الذين أرادوا الهرب من الوطن معللين ذلك " بان الشاب السوري جه مصر بعد الحرب في بلده ونجح بالمشروعات الصغيره ، وانت بتهرب من بلدك يا فاشل " ، بالاضافة الي " انت اللي اخترت تغامر وتسيب بلدك وتهرب بالطريقه دي يبقي انت تشيل مسئوليتك ومتشيلش بلدك المسؤليه الكبيرة دي "
تخيل عزيزي القاري ان احد من أفراد اسرتك توفي نتيجه للتدخين وجاء احد المعزين ليقول لك " بس هو السبب هو اللي ساب نفسه يوصل للمرحلة دي " ، ماذا ستفعل غير ان تلقي في وجهه أكواب القهوة وتكسر مقاعد العزاء فوق رأسه .
كذلك موقف الساده المواطنين المرموقين ، والمذيعين ورجال الدولة ، افتح التلفاز لأجد مذيعا يكلم احد أفراد أسره الضحايا " البقاء لله بس هو اللي غلطان وأنتو غلطانين أنكو تسيبوه يعمل حاجه زي دي "
عزيزي المذيع ، ما الذي أوصل الضحايا لتلك المرحلة ؟! . كم مره شعر باليأس ليخاطر بحياته وبأسرته واطفاله ليهرب بتلك الطريقه .السؤال هنا ، لو هذه الضحيه يدخل في جيبه ف اليوم مبلغ ثلاثون الف جنيه كالاجر الذي تتقاضاه مقابل تقديمك لحلقه واحده من البرنامج ، لو هذه الضحيه وجدت حياه كريمه كالتي تعيشها ، أدخلت اولادها مدارس لغات ، جامعات خاصه ، هل كانت تلك الضحيه ستفكر ف الهرب بهذه الطريقه .
عزيزي المذيع ، ما رأيك بان نقوم بتجربه عمليه هنا ، ونستبدل الأدوار ونجعلك تركب مركب وتأخذ أفراد اسرتك معك ، وتعيش لحظه الموت وتفقد احد أفراد اسرتك ، اعتقد في انك ستفكر مليون مره قبل ان تنطق بهذا الكلام وان تعزي الضحايا .
أعزائي المثقفين مروجين " معملوش ليه زي السوريين ، ما عملوا مشروعات اهوه ونجحوا ومش في بلدهم " ، استحضر مقوله سيدنا علي بن ابي طالب كلما اقف امام احد المطاعم السورية " المال ف الغربه وطن ، والفقر في الوطن غربه "
الحقيقة ان فكره المشروعات فكره عظيمه وانا من مؤيديها ، وولكن تلك المشروعات تتطلب قدرا كبيرا من التعليم والتفتح والقدرة ع الحساب والاستيعاب ليس متوفر لدي اغلب من يتجه للهجرة العشر شرعيه ، ولكن هل الدولة توفر التعليم المناسب ، المناخ المناسب لهؤلاء المواطنين الذين يحاولون الهجرة بتلك الطريقه .
اعزائي المثقفين والمتعلمين الذين تحاولون ان تكونوا اكثر ثقافة وتفتحا " المفروض " نتهمكوا أنتم بالتقصير في البحث عن فرص ولكن لا نتهم الفئه التي تهاجر بتلك الطريقه ولا الفئه التي تأكل من الزباله ، ولا الفئه التي تقف ف طابور العيش وفي للنهايه لا تتحصل عليه او الفئه التي تكشف لتتحصل علي لبن مدعم "الفئه دي مطحونة لوحدها ومش ناقصه اتهاماتكوا " .
عزيزي ان حضرتك تقول " هما هانوا عليهم نفسهم ، هما عارفين انهم هيبقوا طعام للسمك " ده في حد ذاته بجاحه تتحسد عليها ، لأنك جبله معدوم الإنسانيه ، الحقيقه " مفيش حد هيرمي نفسه ف الميه غير لما يكون هربان من النار "
واعتقد ان الهدف من الثوره هي " حريه ، انسانيه ، عداله اجتماعيه " . الأهداف اللي حضرتك بتنادي بيها ليل نهار ، ولكن الحقيقه انك تنادي بها ف الإطار النظري وليس الإطار العملي .