جريدة تحيا مصر

اخر الأخبار
ads

تقارير

قمة باكو.. إنعاش الاقتصاد وكبح الإرهاب

الأربعاء 10/أغسطس/2016 - 01:57 م
تحيا مصر
طباعة
أبوبكر أبوالمجد
لأول مرة يلتقى الرؤساء الثلاثة.. الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني والأذربيجاني إلهام علييف، في قمة احتضنتها العاصمة الأذربيجانية "باكو".
هذه القمة لم يكن من العسير توقع أهم ملفاتها، خاصة وأن الدول الثلاث بينها الكثير من المتشابهات في مجال الأمن والاقتصاد ومكافحة الإرهاب، وبينهم تعاونا كبيرا على الصعيد الاستخباراتي والاقتصادي والعسكري.
ومما لا شك فيه أن الوضع في منطقة الشرق الأوسط وأفغانستان بات ينذر بخطر كبير على هذه الدول خاصة وأنها تتشارك حدوديًا مع أفغانستان التي تعاني اضطرابًا أمنيًا كبيرًا.
في مستهل الجلسة أشار الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف إلى أن التعاون الإيراني - الروسي - الأذربيجاني سيكون مؤثراً في المنطقة، مشدداً على أن القمة الثلاثية تبدد أي تهديد مشترك لهذه البلدان.
ودعا الرئيس الأذربيجاني، كل الدول في الأمم المتحدة بأن تتحد ضد الإرهاب، مؤكدًا على استعداد بلاده التام للتعاون مع إيران بشأن بحر خزر.
ولفت علييف إلى أن التعاون الثلاثي سيثمر عن إيجاد ممر الشمال إلى الجنوب، وأضاف: أتمنى أن تحقق القمة الثلاثية انجازات جبارة.
بينما دعا روحاني إلى تحكيم آلية الحوار والمفاوضات متعددة الأطراف؛ مؤكدا أن هذه الآلية مفيدة جداَ وضرورية لحل القضايا والتحديات.
وقال الرئيس الإيراني إن المساحات المشتركة والعلاقات التاريخية فضلاً عن التقارب الثقافي والديني والقومي الذي تجتمع عليه الدول الثلاث (إيران وروسيا وأذربيجان) وإلى جانبها الأرضيات والظروف المتوفرة، تشكل طاقات كامنة يجب اكتشافها والاستفادة المثلى وفي الوقت المناسب منها مما يؤدي إلى تعزيز فرص إنمائية واسعة النطاق بين هذه الدول.
وفي جانب آخر من كلمته أكد روحاني على أهمية الطاقات الاقتصادية الكامنة والفعلية بالإضافة إلى الثروات الطبيعية ومصادر الطاقة الكبيرة وأيضاً الموقع الاستراتيجي الذي تحظى به الدول الثلاث؛ مبيناً أن المجالات المذكورة تعدّ قسماً آخر من فرص التعاون وتعزيز العلاقات بين هذه الدول.
وعلى صعيد آخر تطرق الرئيس الإيراني إلى ظاهرة الإرهاب والتطرف وتدخل القوى التي جاءت من خارج المنطقة في شؤون الدول الإقليمية واستخدام هذه الدول، وآلية الحصار الاقتصادي كأداة لتمرير أهدافها السياسية، فضلاً عن التحديات البيئية والمخدرات، وظاهرة النزعة الانفصالية والجرائم المنظمة والسايبرية وغيرها، والتي تشكل تهديدات وتحديات مشتركة أخرى مما تستدعي مزيدا من التعاون بين الدول الثلاث.
ولفت روحاني إلى التطورات الأخيرة على الساحة العالمية والإقليمية؛ مؤكداً أنها مؤشر واضح على صحة ما يقال أنه يمكن التغلب على الكثير من التحديات من خلال التعاون المشترك وفهم الآخر.
من جانبه قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: نحن اليوم نفتح صفحة جديدة ونحتاج إلى هذا النوع من التعاون.
مشكلات عالقة
أشار المؤرخ والمحلل السياسي ودكتور الفلسفة في التاريخ أوليغ كوزنيتسوف، إلى العديدمن المشكلات العالقة محل خلاف بين الدول الثلاث، أولاها قضية القضايا، "قره باغ الجبلية"، والموقف الروسي الذي يرفض حتى الآن وضع جدول زمني لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة واتفاقيات فيينا وسان بطرسبرج، بشأن إعادة أرمينيا لأراضي أذربيجان المحتلة، ولفت إلى أنها ستكون محل حوار بين الرئيسين الأذربيجاني والروسي، وإن لم تظهر كنص في بيان مشترك، فإنها ستكون حاضرة في الكواليس.
ثاني هذه القضايا، هي مشكلة "ممر الشمال والجنوب"، الذي سينقل البضائع من الهند ليمر بإيران وأذربيجان وروسيا لأوروبا، حيث يعتبر الخلاف على دفع كل دولة لحصتها في تمويل هذا الممر أهم العوائق.
ثالث المشكلات هو إقرار الوضع القانوني لبحر قزوين، ورغبة إيران في زيادة حصتها من جرف البحر والتي تبلغ 13%، وفي سبيل تحقيق حصة أكبر تعبث بمصالح تركمنستان وأذربيجان، واستمرار الرغبة الإيرانية على هذا الحال يعقد حل المشكلة.
لكن الدول الثلاث لن يختلفوا بحسب "كوزنيتسوف" على مسألة حجم إنتاج النفط والغاز، خاصة وأنهم جميعا متفقون مع قرار "أوبك" بضرورة خفض إنتاج النفط حتى يستعيد السعر المناسب له.
الخطر الأكبر
ولكن مع هذه المشكلات البسيطة منها والمعقدة، تبقى المشكلة الأكبر، وهي الإرهاب.
فأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين خلال اللقاء الثلاثي أن المخاطر الإرهابية المتزايدة الصادرة عن المجموعات الإرهابية تشكل خطرا حقيقيا، داعيا لإقامة تعاون متين بين روسيا وإيران وأذربيجان.
وقال بوتين: "لا يمكن ألا تقلقنا بؤرتي التوتر – الأفغانية والشرق أوسطية – الواقعتين بالقرب من حدود روسيا، وأذربيجان، وإيران، تصدر عنهما مخاطر الإرهاب الدولي والجريمة الدولية، وفي المقام الأول المرتبطة بتهريب المخدرات، والسلاح، وتنقل المسلحين". وتابع قائلا: "أعتقد بأن تزايد المخاطر الإرهابية يشكل تهديدا حقيقيا، لا بد من التعاون بشكل أكثر متانة".
ووفقا لبوتين، فإن روسيا وأذربيجان وإيران قد وضعوا بالفعل، أسس الحوار الوثيق في مجال مكافحة الإرهاب.
لكن يظل السؤال، هو مدى قدرة هذا التحالف الجديد على البقاء قويا في وجه تكتلات كبرى في العالم، ومدى تأثيره، وهل ستنضم تركيا قريبا لهذا التحالف؟


إرسل لصديق

ads

تصويت

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر