جريدة تحيا مصر

اخر الأخبار
ads

تحقيقات

3مشاهد .. يضعون وزير الخارجية في وضع "محرج"

الخميس 21/يوليو/2016 - 12:20 م
تحيا مصر
طباعة
وكيل لجنة"الخارجية": الزيارة تستهدف توجيه دفع عملية السلام الفلسطينية اللإسرائيلية
كمال عامر: لم نسقط العضوية عن "عكاشة" لاستقباله لسفير إسرائيل
الحريري: إسرائيل تسعى بشتى الطرق للإضرار بالأمن القومي المصري
"الجيل الديمقراطي": مصر اعترفت بقيام إسرائيل منذ 40عاما

تحقيق : ياسمين شرف
حالة من الجدل الشديدة التي أثارتها زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى إسرائيل، ولقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث قام وزير الخارجية المصري بزيارة إسرائيل الأسبوع الماضي، ليعرض دعم القاهرة لجهود إحياء محادثات السلام مع الشعب الفلسطيني، فحيث تعتبر زيارة وزير الخارجية هي الأولى من نوعها منذ 9سنوات، فبالرغم من تبرير وزير الخارجية سامح شكري لزيارته لإسرائيل، بإنه يسعى جاهدا لتحقيق أمال الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة، لأن الشعب الفلسطيني ينتظر هذا الجهد من مصر.

حيث قال شكري، على هامش القمة الأفريقية الـ27، أنه من هنا جاء الترحيب الفلسطيني بالجهود المصرية، واستمرار وضع ثقة الجانب الفلسطيني والسلطة الوطنية والشعب الفلسطيني في مصر، وقدرتها أن تطرح على الطرف الآخر الإسرائيلي محددات الموقف الفلسطيني والعربي بوضوح وشفافية وعلانية.

وأشار إلى أن مصر في المؤتمر الصحفي حددت الموقف العربي بوضوح، بما تقتضيه من إقامة الدولة الفلسطينية وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مؤكدا ان هذا هو دور مصر ومسؤوليتها بما يتواكب مع سياستها.
ولكن أثارت عدة مشاهد من المباحثات غضب العديد من الأحزاب والنشطاء السياسيين والمواطنين، فكان أبرز تلك المشاهد، إصرار الجانب الإسرائيلي على عقد المباحثات الثنائية والمؤتمر الصحفي بين كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الخارجية المصري في القدس المحتلة، بدلا من تل أبيب، وهذا الأمر ترك أثرا سلبيا واضحا على تلك الزيارة، وهذا وضع مصر في موقف محرج للغاية، وذلك لعدم اعتراف مصر بالقدس رسميا حتى الان أنها عاصمة لإسرائيل، فكيف لم يعترف بها ويقام عليها المباحثات الثنائية بين البلدين؟!

المشهد الثاني، وهو ما أوضحه المؤتمر الصحفي والصور المتداولة عبر الوكالات الأنباء العالمية، من وجود تمثال على يمين وزير الخارجية المصري، فهو تمثال "تيودور هرتزل" مؤسس الصهيونية المعاصرة، وهذه الأزمة اشعلها المصور الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي تعمد تصوير تلك الصورة من زاوية خاصة تظهر التمثال مؤسس الصهيونية العالمية الذي يرفض السلام بجانب وزير الخارجية المصري، فظهور ذلك التمثال إلى جانب وزير الخارجية المصري يعتبر رسالة من إسرائيل على رفض أي مقترحات متعلقة بالسلام، والتصميم على إقامة دولة يهودية، وتعبير حول تمسكهم بعدم منح الشعب الفلسطيني الأمل في إقامة دولة مستقلة بهم.

المشهد الثالث، وهو نشر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية "أوفير جندلمان" صورا على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تجمع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الخارجية المصري، وهما يشاهدان نهائي كأس الأمم الأوروبية "يورو2016" بمقر إقامة رئيس الحكومة بالقدس، فالصور أوضحت مدى العلاقة الطيبة بين الطرفين التي سمحت لهما مشاهدة المباراة والاستمتاع بالوقت معا بعيدا عن المؤتمر والمباحثات الرسمية.

فتلك المشاهد أثارت موجة من الجدل والغضب بين عدد من السياسيين والنشطاء والمواطنين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
فتداول عدد من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك"، هاشتاج تحت اسم" سامح شكري لايمثلني"، وذلك عقب الزيارة مباشرة.

دون أحد المستخدمين قائلا:" بصفتي مواطن مصريا، فإنني لم أرسل لكم التحية مع سامح شكري، ولا يشرفني أن يكون بيننا أي تحية، وستظلون العدو أبد الدهر".

وانقسم الرأي العام بين معارض لفكرة زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى إسرائيل معتبرينها مبادرات للاعتراف بدولة إسرائيل، وبين مؤيد للفكرة مبررين أنه يوجد علاقات بين مصر وإسرائيل يجب الاستفادة منها.

وقال طارق رضوان وكيل لجنة العلاقات الخارجية، إن زيارة سامح شكري وزير الخارجية لإسرائيل، مهمة تستهدف توجيه دفع عملية السلام الفلسطينية اللإسرائيلية، ولمناقشة عدد من الملفات المتعلقة بالجوانب السياسية في العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية.

وأوضح أن تلك الزيارة جاءت في توقيت مهم، بعد المبادرة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لإسرائيل والشعب الفلسطيني بأهمية التوصل إلى حل شامل وعادل إتجاه القضية الفلسطينية يحقق أمل إنشاء الدولة الفلسطينية، ووجود سلام وأمن لإسرائيل.

وتوقع رضوان، أن الفترة القادمة ستحمل العديد من المحادثات بشأن العديد من الملفات المرتبطة بالجوانب السياسية في العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية، مع التركيز على القضية الفلسطينية وكيفية تفعيل مقررات الشرعية الدولية والاتفاقيات والتفاهمات التي سبق أن توصل إليها طرفا النزاع ووضع أسس ومحددات لتعزيز بناء الثقة بين فلسطين وإسرائيل .

وقال اللواء سعد الجمال، رئيس الشئون العربية بالبرلمان، إن زيارة سامح شكري وزير الخارجية لإسرائيل، هي خطوة جيدة تلبية لنداء الرئيس عبد الفتاح السيسي لإحياء السلام بين الشعب الفلسطيني وإسرائيل، ذلك لتحقيق السلام الشامل والعادل.

وذكر الجمال، أن من أهداف المبادرة أيضا حل مشكلة فلسطين والمستوطنات التي يتم الاستيلاء عليها بحجة بنائها.
وأشار إلى أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط سيعمل على تحقيق السلام العالمي، لأن السلام الدولي جزء لايتجزأ، وسيعم الأمن والاستقرار والاحساس بالعدالة وعدم القهر، مؤكدا أن انتهاك الأوطان انتهاكا لأعراض الشعوب.

بينما قال كمال عامر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إنه لايوجد مبرر منطقي للمقارنة بين زيارة وزير الخارجية لإسرائيل، وإسقاط عضوية عضو المجلس السابق توفيق عكاشة على خلفية تصريحاته عقب استقباله للسفير الإسرائيلي بمنزله.
وذكر عامر قائلا:" أن إسقاط عضوية عكاشة لم تكن بسبب استقباله لسفير اسرائيل، ولكن بسبب تصريحاته التي اعتبرها أعضاء المجلس أنها تضر بالأمن القومي المصري؟.

وأوضح أن مصر تربطها بإسرائيل علاقات عمرها أكثر من 30عاما، وزيارة مسئولين مصريين لها أمر طبيعي للغاية، ومن الطبيعي أيضا استقبال مسئولين إسرائيليين بالقاهرة.

وفي المقابل، وصف هيثم الحريري، برلماني، الزيارة بأنها خطوة غير مبررة، متوقعا عدم استجابة إسرائيل لأي مطالب مصرية نحو تحقيق أمال الشعب الفلسطيني في تحقيق دولة مستقلة.

وأوضح الحريري، أن إسرائيل تسعى بشتى الطرق للإضرار بالأمن القومي المصري، ذاكرا زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لعدد من الدول الإفريقية بهدف الضغط على مصر فيما يتعلق بحصتها من مياه النيل، وتحديدا أثيوبيا.

وأضاف ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن اللغط الذي صاحب زيارة وزير الخارجية لإسرائيل يرجع إلى أنها تمت بعد زيارة نتنياهو الناجحة للدول الافريقية العضوة في حوض نهر النيل، ومنهم بالتأكيد أثيوبيا، صاحبة بناء سد النهضة الكارثي على مصر، مؤكدا أن مصر معترفة فعليا بدولة إسرائيل منذ 40عاما، منذ عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

وانتقد نقيب المحامين، ورئيس اتحاد المحامين العرب، سامح عاشور، تلك الزيارة، حيث قال في بيان صدر عنه "إن الزيارة غير مستحقة في هذا التوقيت الذي تعبث فيه إسرائيل بأن مصر المائي من خلال تحركاتها في إفريقيا، وخاصة عقب زيارة رئيس وزرائها لأربع دول بحوض النيل الشهر الجاري، وفي ظل الظروف الراهنة بالمنطقة".

ومن جهتها، قالت عضو البرلمان المصري، وعضو لجنة الشئون الخارجية في البرلمان، أنيسة حسونة، إن اللجنة ستقدم طلبا لوزارة الخارجية المصرية، تطالب فيه وزير الخارجية سامح شكري بتوضيح نتائج زيارته لإسرائيل الأخيرة.

وجدير بالذكر، أن عددا من أعضاء مجلس النواب المصري رفضوا تلك الزيارة، مؤكدين أن توقيتها غير مناسب على الإطلاق، فيما تقدم البرلماني مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، وعضو لجنة الثقافة والإعلام بالمجلس، بطلب إحاطة لوزير الخارجية، مطالبا باستدعائه بالبرلمان للوقوف على الأسباب الحقيقية للزيارة.




إرسل لصديق

ads

تصويت

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

ما هي توقعاتك لقرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر